Liturgical Logo

الإيمان المسيحي والأبراج

تحميل الملف

الإيمان المسيحي والأبراج
حسب الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة
(إعداد: الأب نضال قنزوعة، المقسِّم الرسمي للأبرشيّة الأورشليميّة)

مع اقتراب نهاية السنة يلجا الكثيرون الى المنجمين عن طريق التلفاز او وسائل التواصل الاجتماعي لقراءة الطالع و"محاولة معرفة" المستقبل ومرات كثيرة يحاول الناس فتح الفنجان او قراءة الطالع والورق وغيرها من الامور الكثيرة المتعلقة بهذا الموضوع.

علاوة على ذلك، هناك أشخاص ينفقون الكثير من المال وراحة البال على السحر الأسود، لمساعدتهم في تحقيق ما يريدون من نيات في قلوبهم.

الخضوع لأي قوة سواء كانت بشرية او شيطانية باستثناء قدرة الله هو ببساطة بيعاً لروحك لإبليس وهناك دائماً ثمن ستدفعه لذلك تذكر الوصية الاولى أنا هو الرب إلهك لا يكن لك
الهاً غيري".

سوف يمنحك الشيطان ما تريد وفي المقابل ستدين له وسيحصل على ما يريده منك عاجلاً أم آجلاً. مع ابليس لا يوجد إي شي مجاني. تذكر ذلك.

هناك أشخاص يقولون اننا نقضي الوقت فقط او "هذا من أجل المتعة" وهذا ليس صحيحًا، لأنه لا يمكنك الاستمتاع بشيء من شأنه أن يؤثر على حياتك الروحية وعلى علاقتك مع الله او كيف لك ان تجازف بحياتك وحياة وسلام عائلتك؟

كمسيحيين نحن مثبتين على شي واحد وهو الثقة الكاملة بالله وبحبه وعنايته لنا. لأننا نعرف أنَّ حياتنا ومستقبلنا هما بيدي الرب وهذا ما يذكره أيضا القديس بولس في رسالته الى رومية "إذا كان الرب معنا فمن علينا". ربنا لا يتخلى عَنّا لأنه مَعَنا (عمانوئيل) وهو قريب وهو أقرب مِنَّا إلينا.

‏‎الانسان الذي يريد ان "يعرف المستقبل" عن طريق قراءة الطالع والأبراج و"التحكم بالمستقبل" عن طريق الذهاب للسحرة والاعمال هو كسر لعلاقته مع الله.

الكتاب المقدس يذكر لنا امثلة عن الابتعاد عن السحر والسحرة مثلا "من ذبح لآلهة لا للرب وحده فليكن محرما" (خروج 22: 19) "لا يكن فيك من يحرق ابنه او ابنته بالنار، ولا من يتعاطى عرافة ولا منجم ولا متكهن ولا ساحر، ولا من يشعوذ ولا من يستحضر الأشباح أو الأرواح ولا من يستشير الموتى، لان كل من يصنع ذلك هو قبيحة عند الرب، وبسبب تلك القبائح سيطرد الرب إلهك تلك الأمم من امامك. بل كن كاملا لدى الرب إلهك، لأن تلك الأمم التي أنت طاردها تصغي إلى المنجمين والعرافين. واما انت فلم يجز لك الرب إلهك مثل ذلك". (التثنية 18: 10-14)

‏‎القديس بولس في سفر اعمال الرسل: واجه عليم الساحر "أمّا شاول، الذي هو بولس ايضا، فامتلا من الروح القدس وشخص اليه وقال: ايها الممتلئ من كل غش وخداع، يا ابن ابليس، ويا عدو كل بر، أما تكف عن تعويج طرق الرب القويمة؟ ها هي ذي يد الرب عليك فتصير أعمى لا تبصر نور الشمس الى حين"(13: 8-11).

في سفر رؤيا يوحنا ٨ :٢١ مخلصنا يحذر "أَمّا الجبناء وغير المؤمنين والأوغاد والقتلة والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذابين، فنصيبهم في المستنقع المتقد بالنار والكبريت: إنه الموت الثاني.

بناء على كلمة الرب، التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 2116 تناول هذا الموضوع المهم وعلاقته بالوصية الاولى "يجب نبذ جميع اشكال العرافة: اللجوء الى الشيطان او الابالسة، استحضار الأموات او الممارسات الأخرى المفترض خطأ إنها "تكشف" عن المستقبل. استشارة مستطلعي الأبراج والمنجمين وقارئي الكف، وشارحي الفأل او الشؤم او الحظ، وظاهرات الرائيين واللجوء الى الوسطاء، أمور تخبئ إرادة التسلُّط على الوقت، وعلى التاريخ وأخيرا على البشر، وفي الوقت عينه الرغبة في استرضاء القوى الخفية. انها على تناقض مع ما لله وحده علينا من واجب الاكرام والاحترام الممزوج بالخشية المُحبة".

ربنا أعطنا إيمانا نثبِّت عليه حياتنا، فإذا كنت اليوم أمينا له في افكاري وكلامي وافعالي فما يخيفني من المستقبل؟ البس صليبك دوما، وأعطي وقتا للصوم والصلاة ولا تنقطع عن جسد الرب واسراره وتمسك بمسبحة الوردية وسوف تنقذ نفسك من كل شر وخطر.

أهمَّ شي هو أن لا تستحي من عدم قبول فتح الفنجان والورق والكف وغيرها من الامور في بيتك لإنك إذا سمحت بذلك فإنك تفتح بابا لإبليس في بيتك.

إذا كنت واقعا في فخ السحر والخطيئة وغيره من الأمور غير المسيحية، أطلب منك مرتجيا أن تذهب لسر الاعتراف عاجلا وسارع بتغيير حياتك بأخذ جسد الرب. واتكل على الرب كي لا تكون فريسة أو أداة في يد ابليس وأعوانه.