Liturgical Logo

“لا خلاص بأحد غير يسوع!”

الأب لويس حزبون

“باسم يسوع المسيح النّاصريّ الّذي صلبتموه أنتم”
هكذا تكلّم البابا القيصريّ الإنطاكي الرّومانيّ بطرس الأوّل كيفا سمعان. وما غيّر رأيه في المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثّاني، في وثيقة “في عصرنا” رقم 4. نعم، اليهود هم هم الّذين “صلبوا” يسوع، لأنّ “الدّال على الشّيء كفاعله”، والمحرّك لعمل، بضغوط وابتزاز وتهديد، هو الفاعل الأوّل، وما بيلاطوس وجند الرّومان إلاّ “الأثمة أي الّذين لا شريعة لهم” الّذين نفّذوا أوامر رؤساء الكهنة العبرانيّين والكتبة والفرّيسيّين وشيوخ الشّعب. وقد أوضح قداسة البابا بندكتوس السّادس عشر الكبير أنّ “أرسطقراطيّة الهيكل” هي المسؤولة الأولى عن قتل المسيح.
“يسوع المسيح النّاصريّ”!
لنا تبدو العبارة بديهيّة مفروغًا منها. ولكن في زمن يسوع والرّسل كانت غريبة مستهجنة، فالمسيح يجب أن يكون “تلحميًّا داووديًّا من فرع يسّى من سبط يهوذا” (أشعيا 9 و 11). وبيّن لنا الإنجيل أنّ يسوع كذلك، وإن عاش في النّاصرة ولكنه من مواليد بيت لحم إفراثا “الصّغيرة في ألوف يهوذا” (ميخا 5: 2 وتابع).
وبشكل عفويّ يعيد مار بطرس “سبب إعدام يسوع” أي “العنوان” كما سمّاه اليونان بكلمة من أصل لاتينيّ: “تيتلوسτίτλος ” وهي علّة صلبه. ويظهر أنّ اختصار عبارة “يسوع النّاصري ملك اليهود” في الأحرف الأعجميّة من لاتينيّة ويونانيّة على الصّليب أعطى اربعة أحرف عبريّة (أو ما يشابهها) وهي: يهوه! لذا، لم يعجب الأمر الكتبة والفرّيسيّين وطالبوا بيلاطوس بتغيير اللاّفتة، ولكنّه ما فعل. فبقي يسوع ربًّا وملكًا وهو على الصليب، شاء من شاء وأبى من أبى، رغم أنوف طويلة وأعين مترفّعة ورقاب قاسية!

” باسم يسوع النّاصريّ… لا خلاص بأحد غيره… ما من اسم آخر تحت السّماء لخلاصنا”
عبارة “باسم يسوع” إعلان إضافيّ لألوهيّته، إذ ما من نبيّ يعمل باسم نفسه! لا خلاص بأحد غيره. ولا يقولنّ قائل أن الكنيسة الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة تعدّ السيّدة العذراء “مخلّصة” بل بشفاعة والدة الإله “يا مخلّص خلّصنا”، وأنت “الوسيط الوحيد بين الله الإنسان” لأنّك “يسوع المسيح الإنسان” الوحيد الّذي “يسكن فيه كلّ ملء الطّبيعة الإلهيّة حلولاً جسديًّا” (قولسّي 2: 9، 1 تيموثاوس 2: 5).
“ما من اسم آخر تحت السّماء “(ينفع) لخلاصنا، ولا “فوق السماء ولا تحت الأرض، إذ “لاسم يسوع لتسجد كلّ ركبة في السّماء وعلى الأرض وتحت الأرض ويعترف كلّ لسان أنّ يسوع هو ربّ (ككلمة الله) في مجد الله الآب” (فيليبّي 2: 10). في هذه الآية “يطبّق” مار بولس على يسوع كلمات العزّة الإلهيّة الغيورة على مجدها: للرّبّ يهوه تسجد كل ركبة وله تعالى يعترف كلّ لسان: فقط له ولكلمته وتجسّده: المسيح، ولروحه القدّوس(أشعيا 45: 23).
وإذا أصرّ يهود بروكلين أي “شهود يهوه” معترضين: يهوه هو المخلّص الوحيد “وليس غيري مخلّص!” (أشعيا 43: 11). (وتأتي بعدها الآية لليهود ( لا لغيرهم): “أنتم شهودي، يقول يهوه”.)، أجبنا: اسم “يهوه” محتوى مضمون في اسم يسوع “يهوشواع יהושוע”. ويسوع هو “تجسّد الكلمة التي هي الله” (يوحنّا 1: 1 و 14)، ولا ألوهيّة خارج عن المسيح (قولسّي 2: 9).
خاتمة
نلنا الخلاص مبدئيًّا، “ونعمة على نعمة”، “فخلّصنا يا ابن الله يا من وُلد من البتول ومات وقام من أجلنا، نحن المرتّلين لك “هللويا”!