تأملات آباء الكنيسة حول صلاة أبانا
آباء الكنيسة
صلاة الأبانا
القدّيس يوحنّا ماري فيانيه، خوري آرس
(1786 – 1859)
“أبانا الذي في السماوات”: ما أجملها، يا أولادي، أن يكون لنا أبٌ في السماوات!
“ليأتِ ملكوتك”: إِنْ جعلتُ الرَّبَّ يملِكُ في قلبي، سيجعلني أَملِكُ معه في المَجد.
“لتَكُن مشيئتك”: لا شيء يُضاهي عذوبة إتمام مشيئة الله، ولا شيء يُقارب الكمال إِلى هذا المستوى. كي نُجيد عَمَلَ الأشياء، علينا أن نفعلَها كما يريدُ الرَّبّ، أي بكلِّ إمتثال لتدابير عنايتِه الإلهيّة.
“أعطنا خبزنا كفاف يومنا”: داخل كياننا عنصران، النفس والجسد. إنّنا نطلب من الله أن يُغَذِّي جسدَنا الهزيل، وهو يستجيبنا جاعلًا الأرض تُنتِجُ كلَّ ما هو ضروري لقوتِنا. بل نطلب أيضًا من الربّ أن يُغذّي نفسنا وهي أجمل جزء من كياننا؛ أمّا الأرض فتبدو مُفرطة الصِّغَر كي تزوِّد نفسنا بما يُشبعها: نفسنا توّاقة إِلى الله ولا أحد يستطيع أن يَملأها سوى الله. لذلك لم يجد الرَّبّ أنّه تجاوز العطاء ببقائِه على الأرض وبتجسُّده كي يصبح جسده.
حين يرفع الكاهن القربان ويُريكم إيَّاه، حينها تستطيع نفسُكم أن تهتف: هذا هو قُوتي! أيا أولادي، سعادتُنا لا توصف! هذا ما لا نفهمه إِلاَّ في السماء!