Liturgical Logo

رتبة تكريس المذبح الجديد

تحميل الملف

توطئــــــة

فـــي نصـــب المذبـــح
918 إنّ المذبحَ الذي عليه تصبح ذبيحة الصليب حاضرة بالعلامات السرِّيَّة، هو أيضًا مائدةُ الربّ التي يُدعى إليها شعب اﷲ في القدّاس. وهو أيضًا مُحورُ فعلِ الشكر الذي يتمّ بملئه في الإفخارستيّا.

المذبح الثابت وغير الثابت
919 من الجدير أن يقام في كل كنيسة مذبح ثابت، أمّا في سائر الأمكنة المخصوصة لإقامة الشعائر الدينية، فيجوز أن يكون المذبح ثابتاً أو غير ثابت.
تكون مائدة المذبح الثابت، جريًا على عادةٍ ورمزٍ تقليديَّين في الكنيسة والكتاب المقدّس، من الحجر الطبيعي. إنما يجوز، إذا أَذِنَ في ذلك مجلس الأساقفة، أن تكون من غير الحجر الطبيعي. على أن تكون مادة كريمة، متينة، متقنة الصنع. أمّا القاعدة، وكل ما يسند المائدة، فيمكنه أن يكون من أية مادة، على أن تكون هذه نفيسة ومتينة (أنظر الرقم 866).
920 يجب المحافظة على عادة وضع ذخائر القدّيسين، وإن لم يكونوا من الشهداء، تحت المذبح الذي يُدشَّن، إنما ينبغي التحقق من مدى أصالة هذه الذخائر.

تدشين المذبح للـــه
921 في أصل المذبح أن يكرس لله الواحد، لأن الذبيحة الافخارستية تُقرَّب لله الواحد. وفي ضوء هذا المبدأ يجب أن تُفهم عادة تدشين الكنيسة للمذابح أكراماً للقديسين. وقد أحسن القديس أغُسطينُس إذ قال في صدد ذلك «إنّ المذابح لا تُشاد لأحد الشهداء، بل لإله الشهداء، ولو أُشيدَت ذكراً لهؤلاء».
يمكن، في الأماكن التي فيها المذابح مكرّسَة لله على شرف بعض القدّيسين، أن تستمر هذه العادة، ولكن يجب التوضيح للشعب أن المذبح يُكرَّس لله وحده. وفي الكنائس الجديدة، يُمنع أن يُوضع على المذبح تماثيل أو صور للقديسين.
وإذا ما عُرضت ذخائر القدّيسين لإكرام المؤمنين، فلا توضع على مائدة المذبح.

خادم الرتبة
922 لما كان العامل الأول على تقديس المذبح الاحتفال بالافخارستيا، فإنه من الحق أن يُعنى بألا يُقام قداس على مذبح جديد، سوى بعد تدشينه، وهكذا فقداس التدشين هو أوّل افخارستيا تُقام على المذبح.
923 يعود إلى الأسقف، المسؤول عن الكنيسة، أن يكرّس لله المذابح الجديدة التي تُنصَب في أبرشيته.
وإن لم يستطع ذلك، فعَليه أن يكلف بهذه المهمة أسقفا آخر، وبخاصة الأسقف المعاون الذي يعنى معه بالمؤمنين الذين من أجلهم نصب المذبح. وفي الأحوال جد الخصوصية، يكرس المذبح، الكاهن المفوض لذلك.

يوم التدشين
924 يُختار، لتدشين مذبح جديد، يوم تكثر فيه جماعة المؤمنين، وبخاصّة يوم الاحد، إلا إذا دعت إلى غير ذلك أسباب راعوية. لكنه لا يجوز الاحتفال برتبة تدشين المذبح في الثلاثية الفصحية، وفي أربعاء الرماد، وأيام الأسبوع المقدس، ويوم تذكار جميع الموتى المؤمنين.

نداء التدشين
925 إن للاحتفال بالافخارستيا صلة أكيدة برتبة تدشين المذبح. فيُقام القداس الخصوصي «في تدشين المذبح» كما في كتاب القدّاس الروماني (الطبعة العربية الثانية ص. 1239). أما في ميلاد الرب وعيد الإبيفانيا، والصعود، وأحد العنصرة، وفي آحاد المجيء والزمن الأربعيني، والفصح، فتؤخذ صلوات قداس هذا النهار، ما عدا الصلاة على التقادم والمقدِّمة، فإنهما وثيقتا الصلة برتبة التدشين.
926 ومن الجدير أن يشارك الكهنة الأسقف في إقامة القداس، وبخاصة أولئك الذين يرعون الرعية، أو الجماعة التي من أجلها أُقيم المذبح.
927 يعود إلى الأسقف، وإلى الذين يعنون بالاحتفال بالرتبة، أن يحكموا فيما إذا كان من المناسب وضع ذخائر القديسين في المذبح، ففي هذا الأمر، في العمل بما جاء في الرقم 866، يُراعى قبل كل شيء خير المؤمنين الروحي ومعنى الليتورجيا الصحيح.

التحضـــير الراعـــوي
928 لا يكفي أن يُحاط المؤمنون في حينه علماً بالتدشين المزمع للمذبح الجديد، بل يجب أن يُهيَّأوا للاشتراك الفعلي في الرتبة. لذا، يجب أن يُلقَّنوا معنى مختلف الطقوس والطريقة التي تجرى عليها. وفي سبيل ذلك يمكن الإفادة مما قيل سابقاً في طبيعة المذبح ومنزلته ومعنى الطقوس وقيمتها. فمن شأن هذا كله أن يغذى في المؤمنين حباً صحيحاً صادقاً للمذبح.
ويعود إلى رئيس الكنيسة التي يُدشَّن مذبحها، يساعده في ذلك من يعملون معه على الصعيد الراعوي، أن يُقرّر ويُهيّء القرارات والأناشيد وغيرها، مما يبعث الشعب على اشتراك مثمر في الرتبة، ويعمل على توفير جمال الاحتفال.

ما يجب تحضيره لتدشين المذبح
929 من أجل الاحتفال بالرتبة يجب تحضير الأمور التالية:
‌أ) كتاب القداس الروماني وكتاب القراءات وكتاب المراسيم الحبريّة؛
‌ب) صليب التطواف وكتاب الأناجيل، الذي يُحمل في التطواف؛
‌ج) إِناء مع الماء لتبريكه، والمرشّة؛
‌د) إناء الميرون المقدس؛
‌ه) مناشف لتنشيف مائدة المذبح؛
‌و) إن لزم، غطاء قماش مشمّع أو أي غطاء عازل للماء على حجم المذبح؛
‌ز) حوض وإبريق ماء، مناشف، وكل ما يلزم لغَسل يدَيّ الأسقف؛
‌ح) مئزر من الكتان؛
‌ط) مجمر لحرق البخور أو العطور، أو حَبّات بخور وشمعات صغيرة لكي تُحرَق على المذبح؛
‌ي) المبخرة وعلبة البخور مع ملعقتها؛
‌ك) كأس كبيرة والصمدة ومنديل التطهير ومنشفة اليدين؛
‌ل) الخبز والخمر والماء لإقامة القداس؛
‌م) صليب المذبح، إلا إذا كان هناك صليب في الخورس، أو وضع صليب التطواف بجانب المذبح؛
‌ن) أغطية (كَسوة) المذبح، والشمعدانات
‌س) الزهور، إن سمحت الظروف بذلك.

930 في قداس تدشين المذبح، تُهيَّأ حُلَل القدّاس مِن اللون الأبيض أو الاحتفالي. ويهيأ ما يلي:
‌أ) للأسقف: الثوب الأبيض، صليب الصدر، البطرشيل، حلَّة القدّاس، التاج وعصا الرعاية، الباليوم، إذا كان من حقّه؛
‌ب) للكهنة المشاركين: الحُلل المعتمَدة في القداس المشترك؛
‌ج) للشمامسة: الثوب الأبيض، البطرشيل، والدَلماتيكا، إن كان مناسبًا؛
‌د) لسائر الخدّام: الثوب الأبيض الخاصّ بخدّام الهكيل، أو أي زيّ مخصَّص وموافق عليه.

931 إذا وُضِعَت ذخائر القديسين أسفل المذبح، يُهيَّأ ما يلي:
‌أ- في المكان الذي منة يبدأ في التطواف:
- إناء الذخائر، تُحيط به الزهور والأنوار. ويجوز، حسب الظروف، أن يُوضَع إناء الذخائر، قبل ابتداء الرتبة، في مكان مناسب مِن الخورس.
- يُهيَّأ ما يلي للشمامسة الذين يحملون الذخائر: الثوب الأبيض، البطرشيل الأحمر، إذا كانت تلك ذخائر شهداء، أو الأبيض، إذا كانت غير الشهداء، والدلماتيكا، وإن قام بحمل الذخائر كهنة، فيُهيَّأ لهم حُلل القدّاس بدل الدلماتيكا. وإن حملها خدّام آخرون، فيجب أن يرتدوا الثوب الأبيض أو الثوب الإكليريكي مع الكوتّا، أو أي زيّ موافق عليه.
‌ب- في الخورس:
- مائدة صغيرة يوضع عليها إناء الذخائر أثناء القسم الأول من رتبة التدشين.
‌ج- في السكرستيا:
- جرن فيه الاسمنت الذي يُغلق به موضع الذخائر، وليحضر أيضاً بنّاء يكون مستعدًا لإغلاق "مدفن" الذخائر في الوقت المناسب.

أخــــرى
932 من المناسب أن يحافظ على عادة إلحاق إناء الذخائر برِقٍّ أو شهادة يُثبت تاريخ تدشين المذبح (اليوم والشهر والسنة)، واسم الأسقف الذي أقام الاحتفال، واسم شفيع الكنيسة، وأسماء الشهداء أو القديسين الذين وُضعت ذخائرهم تحت المذبح.
ولتُكتب شهادة التدشين على نسختَين، تُحفظ إحداهما في أرشيف الأبرشية، والأخرى في أرشيف الكنيسة المعنيّة، ويوقِّع عليهما الأسقف ورئيس الكنيسة وممثّلو الجماعة المحلّية.

أولًا
طقـــــوس الافتتـــــاح

الدخول للكنيسة
933 يجمتع المؤمنون في الكنيسة. فيتقدم الأسقف والكهنة المشتركون في القداس، والشمامسة وخدام القداس، في حللهم، وراء حامل الصليب، وينطلقون من السكرستيا ويمرُّون بصحن الكنيسة ويتوجَّهون نحو الخورس.
934 إذا تقرَّر وَضع ذخائر القديسين تحت المذبح، فهذه تنقل في تطواف الدخول إلى الخورس، إمّا من السكرستيا، وإمّا من المصلى الذي قد تكون عُرضت فيه، منذ العشية، كي يكرِّمها المؤمنون. ويجوز لسبب معقول تحضيرها، قبل بدء الرتبة، في مكان مناسب من الخورس، والمشاعل تُحيط بها.

نشيد الدخول
935 في اثناء الطواف، يُنشَد المزمور 42 مع الأنتيفونة التالية (المزمور 83، 10-11):
اللهُمَّ، يا حافِظَنا، أبصِر،
وإلى وَجهِ مَسيحِكَ أُنظُرْ،
وإنَّ يومًا في دِيارِكَ خَيرٌ مِن أُلُوف. (ز.ف. هللويا)
المزمور 42
1 أَللَّهُمَّ أَنصِفْني ودافِعْ عن قَضِيَّتي †
مع قَوْمٍ غَيرِ أَصفِياء * ومِن صاحِبِ الكَيدِ والإِثْمِ نَجِّني.
2 فإِنَّكَ أَنتَ إِلٰهُ حِصْني * فلِماذا نَبَذتَني؟
ولِماذا أَسيرُ بِالحِدادِ * مِن مُضايَقَةِ الأَعْداء؟
3 أَرسِلْ نورَكَ وحَقَّكَ فهما يَهدِياني * إِلى جَبَلِ قُدسِكَ وإِلى مَساكِنِكَ يُوصِلاني.
4 فأَدخُلُ إِلى مَذبَحِ الله * إِلى إِلٰهِ فَرَحي وٱبتِهاجي
وبِالكِنَّارةِ أَحمَدُكَ * يا أَللهُ إِلٰهي.
5 لِماذا تَكتَئِبينَ يا نَفْسي وعلَيَّ تَنُوحين؟†
اِرتَجي اللهَ فإِنِّي سأَعودُ أَحمَدُه * وهو خَلاصُ وَجْهي وإِلٰهي.

أو الأنتيفونة التالية:
أدخُلُ مَذبَحَ الإله،
الإلهِ الذي هُوَ بَهجَةُ سُرُوري. (ز.ف. هللويا)
أو نشيد آخر مناسب.

936 ولدى وصول التطواف إلى الخورس، تُوضع ذخائر القديسين في المكان المناسب، والمشاعل تحيط بها، ويعمد الكهنة المشتركون في القداس، والشمامسة والخدّام إلى الأماكن المعيَّنة لهم، أما الأسقف، فلا يُقبِّل المذبح، بل يذهب إلى كرسيه (الكاثدرا)، ومن هناك يُحيِّي الشعب، مِن غير عصا الرعاية أو التاج، قائلاً ما يلي، أو أي تعبير آخر، ويفضَّل أن يؤخَذ من الكتاب المقدس:
الأسقف: النعمة والسلام لكم جميعاً في كنيسة الله المقدسة.
الشعب: ومع روحك أيضاً.
تبريك الماء والنضح به
937 عند انتهاء من طقس الدخول، يُبارك الأسقف الماء الذي به ينضح الشعب دلالة على التوبة، وذكراً للعماد ولتطهير المذبح. لذا يُحضِر الخدّام وعاء الماء بين يدَيِّ الأسقف وهو قائم عند كرسيه، فيحُثُّ الشعب على الصلاة بهذه الكلمات أو بما يُشبهها:
أيُّها الأخوةُ والأخواتُ الأحبّاء،
لقد جِئنا إلى هُنا فَرِحين،
كي نُكرِّسَ هذا المذبحَ الجديدَ بالاحتفالِ بِذبيحَةِ الرَّب،
فَلنُقِمْ هذهِ الرُّتبةَ المقدَّسةَ مُتَيَقِّظين،
وَلنَستَمِعْ إلى كلامِ اللهِ في إيمانٍ وثِقةٍ،
وَلنَشتَرِكُ في مائِدةِ الرَّبِّ بِسُرُورٍ وابتِهاج،
فَتَرتَفِعَ قُلُوبُنا إلى العَليِّ في رجاءٍ مقدَّس.
وإذ نُحيطُ بمذبَحٍ واحدٍ، فإنَّما نَقتَربُ مِنَ المسيحِ، الحجرِ الحيِّ،
الذي نَبني فيهِ هيكَلًا مقدَّسًا.
وقبلَ كل شَيءٍ، لِنَطلُبْ إلى اللهِ مُبتَهِلينَ أن يَنشُرَ بَرَكَتَهُ على هذا الماء،
الذي نَنوي أن نُنضَحَ بِهِ دلالةً على تَوبَتِنا وذِكرًا لِعِمادِنا،
وأن نَغسِلَ بِهِ هذا المذبَحَ الجديد.
فيقضون بعض الوقت في الصلاة بصمت، ثم يمضي الأسقف في الصلاة:
اللهُمَّ،
يا مَن بِهِ تُدرِكُ الخليقةُ نورَ الحياةِ،
إنَّكَ لا تَقتَصِرُ على أن تَخُصَّ الناسَ بِمَوَدَتِكَ،
ولا تُعنى بهِم عِنايةً أبَويَّةً فقط،
وإنَّما تُنَقِّيهِم بِنَدى رَحمَتِكَ مِن الخطايا والذُّنوب،
ولا تَبرَحُ تَعودُ بِهِم إلى المسيحِ رأسِنا،
فقد رَسَمتَ في تَدبيركَ الكريم،
أنَّ الخطأةَ الذينَ يَنزِلونَ في مياهِ العِمادِ المقدَّسةِ،
يموتُونَ هناك مع المسيح، ويقومُونَ مَعَهُ أبرارًا،
ويُصبحُونَ أعضاءَهُ وَوَرَثَةً مَعهُ للثوابِ الأبَدي.
فَقَدِّسْ، بِبَرَكَتِكَ هذا الماءَ،
لنُنضَحَ بِهِ نحنُ وهذا المذبحُ الجديد،
فيكونَ دلالةً على غُسْلِ الخلاصِ الذي نِلناهُ في المسيحِ بالمعمودية،
فَصِرْنا هيكلَ رُوحِكَ القدُّوس.
ومُنَّ عَلَينا، وعلى جميعِ الأخوةِ الذين سَيُقيمونَ الأسرارَ الإلهيةَ على هذا المذبحِ،
بِبُلُوغِ أورشليمَ السماوية.
بالمسيح ربنا.
الشعب آمين.
938 بعد الصلاة على الماء، يطوف الأسقف بصحن الكنيسة، يرافقه الشمامسة، ناضحاً الشعب بالماء. ثم يعود إلى الخورس، فينضح المذبح. وفي هذه الاثناء، تُنشد الأنتيفونة التالية:
رأيتُ ماءً جارِيًا مِنَ الهيكَل، مِنَ الجانِبِ الأيمَن، هلِلُويا.
وَكُلُّ الذينَ بَلَغَ إلَيهِم هذا الماء، نالُوا الخلاص، فقالوا: هلِلُويا، هلِلُويا.
في الزمن الاربعيني، تنشد هذه الانتيفونة:
يقولُ الرَّبُّ: أنضَحُ عَلَيكُم ماءً طاهِرًا، فَتَطهُرُونَ، وأُعطيكُم قَلبًا جديدًا.
أو ينشد نشيد آخر مناسب.
939 وبعد أن ينضح الأسقف الماء، يعود إلى كرسيه (الكاثدرا)، وعند الفراغ من الأنتيفونة، يجمع كفَّيه وهو قائم ويقول:
اللهُ، أبو المراحِم،
الذي لَهُ يُكرَّسُ هذا المذبَحُ الجديدُ في الأرض،
لِيَغفِرْ لَنا خطايانا،
فَلْيَمنَحْنا أن نُقَرِّبَ لَهُ ذبيحةَ التسبيحِ على مَذبَحِهِ السَّامي.
الشعب آمين.
نشيد المجد لله في العلى والصلاة الجامعة
ثم ينشد – في غير زمن المجيء والزمن الاربعيني – نشيد المجد لله في العلى.
وبعد الفراغ من النشيد، يرنِّم الأسقف أو يقول الصلاة الجامعة:
لِنُصلِّ، (صمت وجيز)
اللّٰهُمَّ، يَا مَنْ شِئْتَ أَنْ يُرْفَعَ ابْنُكَ عَلَى مَذْبَحِ الصَّلِيبِ،
كَيْ يَجْذِبَ إلَيْهِ الجَميعَ:†
أَفِضْ نِعْمَتَكَ السَّمَاوِيَّةَ عَلَى كَنيسَتِكَ،
الَّتي جَاءَتْ تُكَرِّسُ لَكَ مَائِدَةَ هٰذَا المَذْبَح، *
حَتَّى إذَا اجْتَمَعَ شَعبُكَ المُؤمِنُ بِقلْبٍ واحِدٍ حَوْلَهَا،
غَذَّيْتَهُمْ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ، وأَفَضْتَ فيِهم الرُّوح،
لِيَصِيرُوا لَكَ شَعْبًا صَالِحًا مُقَدَّسًا.
بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِكَ، *
الَّذِي يَحْيا وَيَمْلِكُ مَعَكَ، بِاتِّحَادِ الرُّوحِ القُدُسِ إلٰهًا،† إلَى دَهْرِ الدُّهُور.

ليتورجية الكلمة
القراءة الأولى
قراءة من سفر الحكمة (7: 7-11)

تمنيتُ، فأُتيتُ الفطنة، ودَعوتُ، فحلّ عليّ روحُ الحكمة، ففضّلتُها على الصّوالجةِ والعُروش. ولم أَحسب الغنى شيئا بالقياسِ إليها. ولم أَعدِل بها الحجَرَ الكريم، لأنّ جميعَ الذهبِ بإزائها قليلٌ من الرّمل، والفِضّةَ عندها تُحسَبُ طينا.
وأحبَبتُها فوقَ العافيةِ والجمال، واتّخذتُها لي نورا، لأنّ ضَوءَها لا يَغرُب.
فأوتيتُ معَها كُلَّ صنفٍ من الخير، ونِلتُ من يَديْها غنىً لا يُحصى.
- كلام الرب

ش: الشكر لله
المزمور: (مز 102)

اللازمة: باركي يا نفسي الرب،
ويا جميعَ ما في داخلي اسمه القدوس
باركي يا نفسيَ الربْ *

ولا تنسيْ جميعَ مكافآتِهِ
هوَ الذي يغفرُ جميعَ آثامكِ *

ويشفي جميعَ أمراضكِ
يفتدي من الفساد حياتَكِ *

ويُكللكِ بالرحمة والرأفة
يُشبعُ شيبتكِ خيرا *

فيتجددَ كالنسْرِ صباؤكِ. (اللازمة)

الربُ يُجري العدل والقضاء *

لجمعِ المظلومين.
الربُّ رؤوف رحيم *

طويلُ الأناةِ وكثيرُ الرحمة.
ليسَ على الدوام يسخط *

ولا إلى الأبد يحقد.
لا على حسبِ خطايانا عاملَنا *

ولا على حسبِ آثامِنا كافأنا. (اللازمة)

بلْ بمقدارِ ارتفاعِ السماءِ عن الأرض *

عظُمت رحمتُهُ على الذينَ يتقونه.
ورحمةُ الربّ منذُ الأزلِ على الذي يتقونَهُ *

وعدْلُهُ لبَني البنينْ.
بارِكوا الربّ يا ملائكتَهُ المُقتدرين *

العاملين بكَلمتِهِ عندَ سماعِ صوتِهِ.
باركوا الربّ يا جميعَ جنودِهِ *

يا خُدّامَهُ العاملينَ مرْضاتَهُ. ( اللازمة)

القراءة الثانية
قراءة من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس (3: 8-12 ؛ 14-19)
أيها الإخوة:
أنا أصغرَ صِغارِ القدّيسينَ جميعا، أُعطيتُ هذه النعمة، لأُبشّرَ الوثنيينَ بما في المسيح من غِنىً لا حدّ له، وأُبيّنَ كيفَ حُقّقَ ذلِكَ السّرّ، الذي ظلّ مكتوماً طوالَ الُّدهور، في الله خالقِ جميعِ الأشياء، فكانَ الفضلُ للكنيسة، في إطلاعِ أصحابِ الرّئاسةِ والسّلطةِ في الّسماوات، على حكمةِ الله التي لا تُحصى وُجوهُها، وِفقا لتَدبيرِه الأزليّ، ذلكَ الذي حقّقَه بالمسيح يسوعَ ربّنا، وبه نجرُؤُ، إذا آمنّا به، على التقرُّبِ إلى اللهِ مُطمئنّين.

لهذا أجثو على رُكبتيَّ للآب، فمنهُ تحصُلُ كلُّ ذرّيةٍ على اسمها في المساءِ والأرض، وأسألُه أن يُؤيّدَكم بروحِه، على مقدارِِ سعةِ مجدِه، لِيَقوى فيكُم الإنسانُ الباطن، وأَن يُقيمَ المسيحُ في قلوبِكم بالإيمان، حتى إذا ما تأصّلتُم في المَحبّة، وأُسّستُم عليها، أمكَنكُم أن تُدركوا معَ جميعِ القديسين، ما هو العرضُ والطّولُ، والعلوُّ والعمق، وتعرفوا محبّةَ المسيحِ التي تفوقُ كلَّ معرفة، فتتسعوا لكُلِّ ما عندَ الله من سعة.
- كلام الرب

ش: الشكر لله

هللويا، هللويا. يقول الرب: إحملوا نيري وتتلمذوا لي،
فإنني وديع متواضعُ القلب. هللويا
الإنجيل المقدس
فصل من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير (19: 31-37)
وكان ذلك اليومُ يومَ التهيئة، فسأل اليهودُ بيلاطُس، أن تُكسَرَ سُوقُ المصلوبين، وتُنزَلَ أجسادُهُم، لئلا تبْقى على الصّليبِ يومَ السبت، لأنَّ ذاك السّبت يوْمٌ مُكرّم.
فجاءَ الجنود، فكسروا ساقَي الأوّل والآخرِ اللذين صُلبا معه. أما يسوع، فلمّا وصَلوا إليه ورأَوهُ قد مات، لم يَكسِروا ساقَيه، لكنَّ واحدا منَ الجُنودِ طعَنَه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرجَ لِوَقتِه دمٌ وماء.

والذي رأى شهِدَ، وشهادتُه صحيحة، وهو يعلَمُ أنّه يقولُ الحقَّ لتؤمنوا أنتُم أيضا. فقد كان هذا لتتمّ آيةُ الكتاب: "لن يُكسرَ له عظْم". وجاءَ في آيةٍ أُخرى: "سينظرون إلى مَن طَعَنوا".
- كلام الرب

ش: التسبيح لك أيها المسيح

كلمة الأسقف
قانون الإيمان
نؤمن بإله واحد …

صلاة التكريس والمسحات
يحث الأسقف الجماعة على الصلاة بهذه الكلمات.
لترتفع أدعيتنا، إيها الأخوة الأعزاء، إلى الله الآب القادر على كل شيء، بيسوع المسيح، ومعه جميع القديسين، الذين شاركوه في آلامه ودعوا إلى مائدته المقدسة.
ترنم الجوقة طلبة جميع القديسين.

كيريا إليسون كيرياإليسون
كريستا إليسون كريستا إليسون
كيريا إليسون كيريا إليسون

أيتها القديسة مريم والدة الإله صلي لأجلنا
أيها القديس ميخائيل صل لأجلنا
يا ملائكة الله القديسين صلوا لأجلنا
أيها القديس موسى صل لأجلنا
أيها القديس يوحنا المعمدان صل لأجلنا
أيها القديس يوسف صل لأجلنا
أيها القديسان بطرس وبولس صليا لأجلنا
أيها القديس أندراوس صل لأجلنا
أيها القديس يعقوب صل لأجلنا
أيها القديس يوحنا صل لأجلنا
أيتها القديسة مريم المجدلية صلي لأجلنا
أيها القديس اسطفانوس صل لأجلنا
أيها القديس أغناطيوس الأنطاكي صل لأجلنا
أيها القديس لورنسيوس صل لأجلنا
أيها القديس جورجيوس صل لأجلنا
أيها القديس أيرينيوس صل لأجلنا
أيتها القديسة أغنيسية صلي لأجلنا
أيتها القديستان بربيتوا وفيليشتا صليا لأجلنا
أيها القديس غريغوريوس صل لأجلنا
أيها القديس أغسطينوس صل لأجلنا
أيها القديس أثناسيوس صل لأجلنا
أيها القديس باسيليوس صل لأجلنا
أيها القديسان زينون وزيناس صليا لأجلنا
أيها القديس مينا صل لأجلنا
أيها القديس إيليانوس صل لأجلنا
أيها القديس كيرلس ألأورشليمي صل لأجلنا
يا جميع شهداء الأردن صلوا لأجلنا
أيها القديس نقولا صل لأجلنا
أيها القديس سابا صل لأجلنا
أيها القديس مارتينوس صل لأجلنا
أيها القديس مبارك صل لأجلنا
أيها القديس يوحنا الدمشقي صل لأجلنا
أيها القديسان فرنسيس وعبد الأحد صليا لأجلنا
أيها القديس فرنسيس كسفاريوس صل لأجلنا
أيها القديس يوحنا ماري فياني صل لأجلنا
أيها القديس يوحنا بوسكو صل لأجلنا
أيتها القديسة تريزيا الأفيلية صلي لأجلنا
أيتها القديسة كترينا السيانية صلي لأجلنا
أيتها القديسة مرغريت ألا كوك صلي لأجلنا
أيتها القديسة برتيلا صلي لأجلنا
أيتها القديسة تريزا الطفل يسوع صلي لأجلنا
أيتها القديسة ماريا غورتي صلي لأجلنا
أيتها الطوباوية مريم يسوع المصلوب صلي لأجلنا
يا جميع قديسي الله وقديساته صلوا لأجلنا
كن رؤوفا نجنا يا رب
من كل شر نجنا يا رب
من كل خطيئة نجنا يا رب
من الموت الأبدي نجنا يا رب
من أجل تجسدك نجنا يا رب
من أجل موتك وقيامتك نجنا يا رب
من أجل حلول الروح القدس نجنا يا رب
نحن الخطأة نسألك فاستجب لنا
أن ترعى كنيستك المقدسة وتحفظها نسألك فاستجب لنا
أن تحفظ في الإيمان والتقوى حبرنا الأعظم
وجميع ذوي المراتب الكنسية نسألك فاستجب لنا
أن تمنح جميع الشعوب السلام والوفاق نسألك فاستجب لنا
أن تثبتنا وتحفظنا في خدمتك المقدسة نسألك فاستجب لنا
أن تبارك هذا المذبح نسألك فاستجب لنا
يا يسوع ابن الله الحي نسألك فاستجب لنا
أيها المسيح، اصغ إلينا أيها المسيح، أصغ إلينا
أيها المسيح، استجب لنا أيها المسيح، استجب لنا

لنصل
نسألك، يا رب، أن تكون بنا رؤوفاً، وأن تصغي إلى أدعيتنا، بشفاعة القديسة مريم العذراء وجميع القديسين، حتى يصير هذا المذبح المكان الذي عليه تتم أعظم أسرار الخلاص، وعليه يقدم شعبك قرابينه وطلباته، ويرفع صلواته ويعرب عما يخالجه من مشاعر الإيمان والتقوى، بالمسيح ربنا.
ش: آمين.

وضع الذخائر
اعتادت الكنيسة منذ قديم الزمان أن تضع في المذبح ذخائر الشهداء والقديسين لأن المذبح هو فخر الشهداء والقديسين، ذلك أن يسوع هو الشهيد الأول الذي سفك دمه حبا وفداء للبشر. فالمسيح هو رأس الكنيسة، والقديسون الشهداء هم أعضاء هذا الرأس، تدفن ذخائرهم تحت المذبح، فيكون فوق المذبح المسيح الذي تألم من أجل الناس أجمعين، ويكون تحت المذبح من فدتهم آلامه. لذا قال القديس أغسطينوس: "إننا لا نشيد المذابح للشهداء، بل لإله الشهداء".

يقف الجميع ويوضع التاج على رأس الأسقف، ويقترب من المذبح، فيأتيه شماس أو كاهن بالذخائر، فيضعها في المكان المعد لها في الهيكل ثم يعود إلى كرسيه، وفي هذه الأثناء ترتل الجوقة:
ترنيمة مناسبة للقديسين أو الشهداء

صلاة التكريس:

بعد ذلك، يقف الأسقف من غير تاج عند المذبح، ويبسط يديه، ويقول بصوت جهير:
لك المجد، لك الحمد، يا ربنا،
يا من شاء، في سر حبه الذي يفوق كل وصف،
أن تزول الرموز على اختلافها وتنوعها،
وأن يتم سر المذبح السامي العظيم في المسيح.

إن نوحاً، وهو منقذ آخر للبشرية،
رأى المياه تتراجع عن الأرض، فبنى لك مذبحا واصعد المحرقات،
فتنسمت أنت، أيها الآب، رائحة الرضى،
وعدت وأقمت عهد حب مع الناس أجمعين.

إن ابراهيم، أبا إيماننا العظيم،
قد ثبت قلبه على العمل بكلامك، فبنى هيكلا،
كي يقرب عليه لك غير مشفق، اسحق ابنه الحبيب.

كذلك موسى، وسيط الشريعة القديمة
فقد نصب مذبحا نضحه بدم الحمل،
فكان المذبح رمزا سريا بعيدا إلى مذبح الصليب.

وقد توج المسيح كل ذلك بسره الفصحي المجيد،
إذ ارتقى الصليب كاهنا وذبيحه
فقدم لك ذاته، ايها الآب، قربانا نقيا طاهرا،
به تحل خطايا العالم بأسره،
وقطع معك عهداً جديداً أبدياً لا يزول.
فإياك إذا نسأل، يا ربنا، مبتهلين،
أن تقدس من أعالي السماء
هذا المذبح المبني في هذه الكنيسة،
فيكون مذبحا مكرسا لذبيحة المسيح إلى الأبد،
ومائدة للرب تقيت بوليمة السماء شعبك الأمين.

ليكن هذا المذبح علامة للمسيح،
الذي خرج من جنبه الطعين دم وماء،
بهما نشأت أسرار الكنيسة المقدسة.

ليكن هذا المذبح مائدة عيد،
يهرع إليها المدعوون من المسيح في فرح وابتهاج،
وينالون قوة جديدة،
بها يواصلون السير في طرق الحياة الجديدة

ليكن هذا المذبح موضع أنسهم بك ورتعهم في سلامك.
هنا يتغذون بجسد المسيح ودمه الكريم،
وبدافع من الروح القدس يزدادون لك على الدوام حبا.

ليكن هذا المذبح ينبوع وحدة الكنيسة
واتحاد الأخوة كلهم،
إليه تبادر جماعة المؤمنين و تحيط به،
ويستقون منه روح المحبة المتبادلة.

ليكن هذا الهيكل محور مديحنا وحمدنا،
إلى أن نبلغ في السرور والحبور المساكن الأبدية،
حيث نقرب لك ذبيحة التسبيح الدائمة،
مع المسيح، الحبر العظيم والمذبح الخالد،
الذي يحيا ويملك معك ومع الروح القدس إلها إلى دهر الدهور.

ش: آمين .
دهن المذبح
دهن المذبح يرمز إلى المسيح الذي مسحه الروح القدس وأقامه حبرا عظيما يقدم ذاته ضحية من أجل الناس أجمعين.
بعد ذلك، يخلع الأسقف الحلة ويلبس مئزرا صغيرا من كتان. ثم يقترب من المذبح، وبجانبه شماس أو خادم آخر يحمل إناء زيت الميرون المقدس.
وإذ يقوم الأسقف امام المذبح، يقول بصوت جهير:

قدّس الرب بقدرته هذا المذبح، إذ ندهنه باسم خدمتنا المقدسة، كي يكون دلالة ظاهرة على سر المسيح، الذي قرب ذاته للآب ليحيا العالم.

ثم يصب وسط المذبح وفي زواياه الأربع شيئا من زيت الميرون المقدس، ويدهن به مائدة المذبح كلها.
وفي أثناء ذلك، ترتل الجوقة:
ترنيمة (مزمور 95)
اللازمة: رنّموا للربِّ ترنيما جديدا، رنموا للرب يا جميعَ الأرضْ

أنشدوا للربّ نشيدا جديدا *

رنموا للرب يا جميعَ الأرض.
أنشدوا للرب ومجدوا اسمَه تمجيدا*

بشّروا بخلاصِهِ يوما فيوما (اللازمة)

حدّثوا بين الأممِ بمجدِهِ *

وبينَ الشعوبِ بمعجزاتهِ.
لأنّ الربّ عظيمٌ وجديرٌ بالثناء جدا *

هو المرهوبُ فوقَ الآلهةِ جميعا. (اللازمة)

إنما آلهة الشعوبِ كلها هباء *

أما الربُّ فكان للسماواتِ بديعا.
البهاءُ بين يديهِ والجلال *

العزّةُ في مقدسِهِ والجمال. (اللازمة)

مجّدي الربَّ يا قبائلَ الشعوبْ *

مجدي الربّ وأعزّيه كثيرا.
ثبّتَ الكونَ فلن يتزعزعْ *

وإنه يدينُ الشعوبَ عدلا. (اللازمة)

حينئذٍ تُنشدُ شجرُ الغابِ جميعُها *

إجلالا لوجهِ المولى لأنه مُقبلْ.
بالعدلِ يدينُ العالمْ *

وبحقّه يُحاكِمُ الأممْ. (اللازمة)

لدى الفراغ من دهن المذبح، يعود الأسقف إلى كرسيه، ويجلس، ثم يغسل يديه ويخلع المئزر.

تبخير المذبح

تبخير المذبح وحرق البخور عليه يشيران إلى أن ذبيحة المسيح المقربة عليه سريا تُصعد إلى الله رائحة ذكية، ويرمزان إلى صلوات المؤمنين التي ترتفع إلى عرش الله مقبولة مرضية.

تنتهي رتبه دهن المذبح، فتوضع على المذبح مجمرة لحرق البخور أو العطور، أو، إذا فضل ذلك، تقام على المذبح كومة من البخور المزين بالشموع، فيرش الأسقف البخور على المجمرة، أو يوقد كومة البخور بشمعة صغيرة يسلمها إليه أحد الخدام وهو يقول:
ليصعد دعائي مثل البخور بين يديك، يا رب،
وعلى غرار الرائحة الطيبة التي أفعمت هذا البيت،
لتنشر كنيستك عبير المسيح في كل مكان.

وعندئذ يضع الأسقف البخور في المبخرة ويبخر المذبح، ثم يعود إلى كرسيه،
فيُبخر ويجلس، بينما تُبخّر الجماعة وفي هذه الأثناء، تنشد الجوقة الترنيمة التالية:

ترنيمة: قدّمتَ لي

تغطية المذبح وإنارته

تغطية المذبح تدل على أن الكهنة والمؤمنين يحدقون بمذبح التقدمة الأفخارستية – مائدة الرب – ليحتفلوا معا مع تنوع وظائفهم، بذكرى موت المسيح وقيامته ويتناولوا عشاء الرب. لذا يهيأ المذبح ويزين على أنه مائدة لوليمة الذبيحة، يبادر إليها جميع المؤمنين في فرح وابتهاج، كي يقتاتوا جسد المسيح الذبيح ودمه.
إنارة المذبح تشيد بالمسيح نور العالم وهداية الأمم. تشع الكنيسة بضياء المسيح، وهي تضيء به الأسرة البشرية كلها.
بعد التبخير ينظف بعض الخدام مائدة المذبح، إذا فضل ذلك، يفرشون عليها قطعة من الشمع، ثم يغطون المذبح ويزينونه بالزهور، ويضعون عليه الشمعدانات والصليب.
بعد ذلك، يدنو الشماس من الأسقف، ويسلم هذا إليه قائما شمعة منارة وهو يقول بصوت جهير:
أضاء نور المسيح مائدة المذبح
وسطع وأشرق على المدعوين إلى عشاء الرب.
يجلس الأسقف، فيدنو الشماس من المذبح، وينير الشموع لإقامة الأفخارستيا.
وعند ذلك، تنار الكنيسة عامة، وتنار القناديل وفي هذه الأثناء، ترتل الجوقة ترتيلة إكراماً للمسيح نور العالم:

ترنيمة: يا مسيحاً جئت نوراً
ليتورجية أو خدمة القرابين

يهيء الشمامسة والخدم المذبح بحسب العادة المألوفة، ويقدم بعض المؤمنين الخبز والخمر والماء لإقامة الذبيحة. فيتسلم الأسقف ذلك وهو عند كرسيه. وفي أثناء تقدمة القرابين، يجوز أن تنشد الترتيلة التالية:

ترنيمة: إقبَل تقْدِمَتَنا

ثم يدنو الأسقف من المذبح ومن غير تاج ويقبله، ويتابع الصلاة بحسب الرتبة المألوفة، على أن لا يبخر لا القرابين ولا المذبح الجديد.

الصلاة على القرابين

الأسقف: أيها الرب إلهنا، لينزل روحك القدوس على هذا المذبح † وليقدس قرابين شعبك، ولينقّ قلوب المؤمنين على التناول، بالمسيح ربنا.

ش: آمين
الأسقف: الرب معكم

ش: ومع روحك أيضا
الأسقف: لنرفع قلوبنا إلى العلى

ش: إنها لدى الرب
الأسقف: لنشكر الرب إلهنا

ش: ذلك حق وعدل.

إنه لحق وعدل، واجب وخلاصي،
أن نشكرك في كل زمان وفي كل مكان،
أيها الرب، الآب القدوس، الإله القدير الأزلي،
بالمسيح ربنا.

إنه الكاهن الحق، الذي إذ صار قربانا حقا،
أمرنا بأن نذكر الذبيحة التي قربها لك على مذبح الصليب،
وأن نحتفل بها إلى أن يأتي.
لذلك نصب شعبك هذا المذبح الجليل،
وقد جئنا نقدمه لك يا رب، في فرح وابتهاج.

حقا، ها هو الموضع السامي،
الذي عليه تقدم سريا ذبيحة المسيح كل يوم،
ويرفع إليك الحمد والمجد،
ويتجلى سر فدائنا وخلا صنا.

هنا تُهيأ مائدة الرب الكريمة،
يجلس إليها بنوك ويتغذون بجسد المسيح،
فيؤلفون على كثرتهم كنيسة واحدة مقدسة.

هنا يستقي المؤمنون روحك المعزي،
من الينابيع الجارية من المسيح، الصخرة الروحية،
ويصبحون بالمسيح تقدمة مقدسة ومذبحا حيا.
لذلك – ها اننا مع الملائكة وجميع القديسين،
بحمدك نسبح يا رب في فرح وسرور قائلين:

قدوس، قدوس، قدوس الرب الإله الصباؤوت…

بعد التناول يوضع القربان في بيت القربان الجديد، ويبخر القربان في بيت القربان بعد الركوع قبل اغلاقه، وبذلك يتم مباركة بيت القربان الجديد.
صلاة بعد التناول
الأسقف: لنصل
أولنا، يا رب، حبا صافيا دائما لمذابحك الكريمة حيث يحتفل بسر الذبيحة المقدسة حتى إذا اجتمعت قلوبنا على الإيمان والمحبة الأخوية، فنحن نقتات من المسيح، ونصير بأجمعنا على صورة المسيح الحي المالك إلى دهر الدهور.

ش: آمين

البركة والختام
يلبس الأسقف التاج ويقول:

الأسقف: الرب معكم الشعب: ومع روحك أيضا
الأسقف: ليكن اسم الرب مباركا الشعب: من الآن وإلى الدهر
الأسقف: معونتنا باسم الرب الشعب: صانع السماوات والأرض

الأسقف: الإله الذي أولاكم الكهنوت الملكي،
فلينعم عليكم بأن تتموا مهمتكم بالقداسة،
كي تكونوا جديرين بالإشتراك في ذبيحة المسيح.
ش: أمين

الأسقف: والمسيح الذي جمعكم حول مائدة واحدة
وقاتكم بخبز واحد فليجعل منكم قلبا واحدا ونفسا واحدة
ش: آمين

الأسقف: حتى أن اولئك الذين تعلنون إليهم إنجيل الخلاص يجدون في محبتكم قدوة تجذبهم إلى المسيح ربنا.
ش: آمين

يتسلم الأسقف الصولجان ويتابع قائلا:
بارككم الله القادر على كل شيء، الآب، والإبن، والروح القدس
آمين

ثم يصرف الشماس الجماعة (وإذا لم يوجد شماس أحد الكهنة) قائلا:
إذهبوا بسلام المسيح الشكر لله