أَيُّهَا الإلٰهُ الأزَليُّ القَدِير،†

سَيِّرْ أَفْعَالَنَا وَفْقَ مَشِيئَتِكَ الرَّبَّانِيَّة،*

فَنُثْمِرَ ثِمَارَ الخَيْرِ وَالصَّلاحِ بِاسْمِ ابْنِكَ الحَبِيبِ، رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.

الَّذِي يَحْيَا وَيَمْلِكُ مَعَكَ، باتِّحَادِ الرُّوحِ القُدُسِ إِلٰهًا،† إلَى دَهْرِ الدُّهُور.

في تلك الأَيَّام:

أَحضَرَ عَزْرا الكاهِنُ التَّوراةَ أَمامَ الجَماعَة، مِنَ الرِّجالِ والنِّساء، وكُلِّ ذي فَهْم، لِيَسمَع، في اليَومِ الأَوَّل مِنَ الشَّهرِ السَّابِع. وقَرأ فيه أمامَ السَّاحَة، الَّتي أَمامَ بابِ المِياه، مِنَ الصُّبحِ إِلى نُصفِ النَّهار، أَمامَ الرِّجال والنِّساء وكُلِّ ذي فَهم؛ وآذانُ جميعِ الشَّعبِ إِلى سِفرِ التَّوراة.

وقامَ عَزْرا الكاتِب، على مِنبَرٍ مِن خَشَب، مَصْنوعٍ لِذلك. وفَتَحَ عَزْرا السِّفرَ على عُيونِ جميعِ الشَّعْب (لأِنَّهُ كانَ فوقَ الشَّعبِ كُلِّهم)؛ ولَمَّا فَتَحَه، وَقَفَ الشَّعبُ أجمَعون. وبارَكَ عَزْرا الرَّبَّ الإِلهَ العَظيم، فأَجابَ جَميعُ الشَّعْب: «آمين. آمين»، رافِعينَ أَيدِيَهم. وخرُّوا، وسَجَدوا بَوُجوهِهم لِلرَّبِّ إِلى الأَرض.

فقَرَأُوا في سِفرِ تَوْراةِ اللهِ جَهْراً، مُبلِّغينَ المَعْنى، حتَّى فَهِموا القِراءَة. ثُمَّ إِنَّ نَحَمْيا (الذي هو التِّرْشاتا) وعَزْرا الكاهِنَ الكاتِبَ واللَّاوِيِّين، الَّذينَ كانوا يُفهِمون الشَّعْب، قالوا لجميعِ الشَّعْب: «هذا يَومٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكم: لا تَنوحوا ولا تَبْكوا». وكانَ الشَّعبُ كُلُّهم يَبْكون، عِندَ سَماعِهم كَلِماتِ التَّوراة. وقالَ لَهم: «امْضوا، كُلوا المُسَمَّنات، واشرَبوا الحُلْو، ووَزِّعوا حِصَصاً على الَّذينَ لم يُهَيَّأْ لَهم؛ لِأَنَّه يَومٌ مُقَدَّسٌ لِرَبِّنا. فلا تَحزَنوا: لِأَنَّ فرَحَ الرَّبِّ قوَّتُكم».

1) شَريعَةُ الرَّبِّ كامِلَةٌ تُنعِشُ الـنَّفْسَ *

شَهادةُ الرَّبِّ صادِقةٌ تُعَقِّـلُ البَسيط.

2) أَوامِرُ الرَّبِّ مُستَقيمةٌ تُفَرِّحُ القُلوب *

وَصِيَّةُ الرَّبِّ صافِيَةٌ تُنيرُ العُيون.

3) مَخافةُ الرَّبِّ طاهِرَةٌ تَثبُتُ لِلأَبَد *

وأَحكامُ الرَّبِّ حَقُّ وعَدلٌ عَلى السَواء.

4) لِتَكُن أَقوالُ فَمي وخَواطِرُ قَلبي *

مَرضِيَّةً لَدَيكَ أَيُّها الرَّبُّ صَخرَتي وفادِيَّ.

أَيُّها الإخوة:

كما أَنَّ الجَسَدَ واحِد، ولَه أَعضاءٌ كَثيرَة، وأَنَّ أَعضاءَ الجَسَدِ كُلَّها على كَثرَتِها، لَيسَت إِلاَّ جَسَدًا واحِدًا، فكذلكَ المسيح. فإِنَّنا قَبِلنا المَعمودِيَّة جَميعًا في رُوحٍ واحِد، لِنَكونَ جَسَدًا واحِدًا، أَيَهودَ كُنَّا أَم يونانِيِّين، عَبيدًا أَم أَحرارًا، وشَرِبْنا مِن رُوحٍ واحِد.

فلَيسَ الجَسَدُ عُضْواً واحِداً، بل جُملَةُ أَعضاء.

فلَو قالَتِ الرِّجْلُ: «لَستُ يَداً، فما أَنا مِنَ الجَسَد»، أَفَتُراها لا تُعَدُّ مِنَ الجَسَد؟ ولَو قالَتِ الأُذُن: «لَستُ عَيناً، فما أَنا مِنَ الجَسَد»، أَفَتُراها لا تُعَدُ مِنَ الجَسَد؟ فلَو كانَ الجَسَدُ كُلُّه عَيناً، فأَينَ السَّمَعْ؟ ولَو كانَ كُلُّه أُذُناً فأَينَ الشَّمّ؟

ولكِنَّ اللهَ جَعَلَ في الجَسَدِ كُلاًّ مِنَ الأَعضاءِ كما شاء. فلَو كانَت كُلُّها عُضواً واحِداً، فأَينَ الجَسَد؟ ولكِنَّ الأَعضاءَ كَثيرَة، والجَسَدَ واحِد. فلا تَستَطيعُ العَينُ أَن تَقولَ لِليَد: «لا حاجَةَ بي إِلَيكِ»، ولا الرَّأسُ لِلرِّجْلَين: «لا حاجَةَ بي إِلَيكُما».

بل إِنَّ الأَعضاء، الَّتي نَحسَبُها أَضعَفَ الأَعضاءِ في الجَسَد، هي ما كانَ أَشدَّها ضَرورة؛ والتَّي نَحسَبُها أَخَسَّها في الجَسَد، هي ما نَخُصُّه بِمَزيدٍ مِنَ التَّكريم. وكذلِكَ الأَعضاءُ الَّتي نَستَحيي بها، نَخُصُّها بِمزيدٍ مِنَ الوَقار. أمَّا الأَعضاءُ الشَّريفة، فلا حاجَةَ بِها إلى ذلك. ولكِنَّ اللّهَ نَظَّمَ الجَسَدَ تَنظيماً، فجعَلَ مزيداً مِنَ الكرامةِ لذلك الَّذي نَقَصَت فيه الكَرامة، لِئَلاَّ يَقَعَ في الجَسَدِ شِقاق، بل لِيَهتَمَّ الأَعْضاءُ بَعضُها بِبَعْضٍ اهتماماً مُشتَرَكاً. فإِذا تَأَلَّمَ عُضوٌ، تَأَلَّمَت مَعَه سائِرُ الأَعضاء، وإِذا أُكرِمَ عُضوٌ، سُرَّت معَه سائِرُ الأَعضاء.

فأَنتُم جَسَدُ المَسيح، وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه. والَّذينَ أَقامَهمُ اللهُ في الكَنيسة، همُ الرُّسُلُ أَوَّلاً، والأَنبِياءُ ثانِياً، والمُعلِّمون ثالِثاً؛ ثُمَّ الَّذينَ يُجرونَ المُعجِزات؛ ثُمَّ الَّذينَ عِندَهُم مَوهِبةُ الشِّفاءِ والإِسعاف، وحُسْنِ الإِدارةِ والتَّكَلُّمِ بِاللُّغات. أَتُراهم كُلَّهُم رُسُلاً وكُلَّهُم أَنبِياء، وكُلَّهُم مُعلِّمين، وكُلَّهُم يُجرونَ المُعجِزات، وكُلَّهُم عِندَهم مَوهِبةُ الشِّفاء، وكُلَّهُم يَتَكلَّمونَ بِاللُّغات وكُلَّهُم يُتَرجِمون؟

لَمَّا أَن أَخَذَ كثيرٌ مِنَ النَّاس، يُدَوِّنونَ رِوايةَ الأُمورِ الَّتي تَمَّت عِندنَا، كمَا نَقَلَها إلَينا، الَّذينَ كانوا مُنذُ البَدءِ شُهودَ عِيانٍ لِلكَلِمَة، ثُمَّ صاروا عامِلينَ لها، رَأَيتُ أَنا أَيضاً، وقَد تقَصَّيتُها جَميعاً مِن أُصولِها، أَن أَكتُبَها لَكَ مُرَتَّبَة، يا تاوفيلُسُ المُكرَّم، لِتَتَيَقَّنَ صِحَّةَ ما تَلَقَّيتَ مِن تَعليم.

في ذلك الزمان : عادَ يسوعُ إِلى الجَليل بِقُوَّةِ الرُّوح، فانتَشَرَ صِيتُهُ في النَّاحِيَةِ كُلِّها. وكانَ يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم، فيُمَجِّدونَهُ جَميعاً.

وأَتى النَّاصِرَةَ حَيثُ نَشَأَ، ودخَلَ المَجْمَعَ يَومَ السَّبتِ على عادَتِه؛ وقامَ لِيَقرأ. فدُفِعَ إِلَيه سِفْرُ النَّبِيِّ أَشَعْيا؛ فَفَتَحَ السِّفْر، فوَجَدَ المَكانَ المكتوبَ فيه:

«رُوحُ الرَّبِّ نازِلٌ عَلَيَّ، لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء، وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم، ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم، وأُفَرِّجَ عنِ المَظلومين، وأُعلِنَ سَنَةَ قَبولٍ عِندَ الرَّبّ». ثُمَ طَوَى السِّفرَ فَأَعادَهُ إِلى الخادِمِ وجَلَس. وكانَت عُيونُ أَهلِ المَجمَعِ كُلِّهم شاخِصَةً إِلَيه. فَأَخَذَ يَقولُ لَهم: «اليَومَ تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم».

1) مِن أجل الكَهنة والمرسَلين والمكرَّسين، الذينَ يُعلِنون الإنجيلَ في أرضِ الفَقرِ والصعوبات، كي لا تَفوتُهم تَعزيةُ وصلاة الكنيسة.

إلى الرَّبِّ نطلُب.

2) مِن أجلِ المتألِّمينَ بسببِ الحروبات والمنازعات وضحايا الإرهاب، كي يَجِدَ المسؤولون الشجاعة لإيقافها.

إلى الرَّبِّ نطلُب.

3) مِن أجلِ جميعِ الموتى الذينَ وَضعوا رجاءَهُم في الرَّب، كي يَشمُلهُم بالرَّحمة والسَّلام الدائِم.

إلى الرَّبِّ نطلُب.

4) مِن أجلنا نحنُ الـمُصَليّن اليوم، كي نبقى مُتَعَطِشينَ للإصغاءِ لِكلمة الله بِكُلِّ أمانةٍ وإخلاص.

إلى الرَّبِّ نطلُب.

اللّٰهُمَّ اقْبَلْ رَاضِيًا هٰذِهِ الهِبات الَّتِي نُقدِّمُها لَكَ،†

قَدِّسْهَا بِبَرَكَتِكَ العُلْوِيَّة،*

وَاجْعَلْهَا لَنَا يَنْبُوعَ خَلاص. بِالمَسِيحِ رَبِّنَا.

أَيُّهَا الإلٰهُ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء،†

إنَّكَ أَنْعَشْتَنَا بِنِعْمَةِ حَيَاةٍ جَدِيدَة،*

فَنَسْأَلُكَ أَنْ نَفْخَرَ دَائِمًا بِعَطَائِكَ هٰذَا الجَزِيل. بِالمَسِيحِ رَبِّنَا.