سيرة حياة القديس
إنّه ابنُ عاموس، وأشهرُ الأنبياء، ولا سيّما بنبؤته عن البتولِ الوالدة وعن آلامِ المسيح. وُلِد النبيّ أشعيا نحو العام 765 قبل الميلاد. دعاه اللهُ إلى مهمّةِ النُّبوّة عام 739 وهو في الهيكل، في آخِرِ سنةٍ من عهدِ عوزِيا الملك، من أجل الإعلان عن خراب المدينة المقدّسة وسائر أنحاء اليهوديّة، كعقاب على عدم أمانة الشعب لله تعالى (أش 6: 1-13)
مارس أشعيا رسالته مدّة أربعين عامًا، وامتازت هذه السنين بالاضهادات والعنف والحصار الّذي جرى على المدينة المقدّسة من قبل سنحاريب، وقد شارك بفعاليّة ونشاط في الحياة العامّة لشعبه. ندّدَ بالكفرِ وبعبادةِ الأصنامِ التي أخذَتْ تتفشَّى منذ عهدِ الملكِ آحاز. وعاش حتى عهدِ الملكِ منَسَّى الذي خلَفَ والدَه حِزقِياس، الّذي أعادَ الوثنيّةَ التي حاربَهَا والدُه من قبل، فأنَّبه أشعيا وشدّدَ التَّأنيب. فأمر الملكُ بتعذيبِه وقتلِه وهو في الثَّمانين من عمرِه، فنال أبشع ميتة، إذ قُطِع إلى نصفَين.
كان النبيّ أشعيا شاعرًا قديرًا:فبهاء أسلوبه الشعريّ، والإبداع في التصويرات الأدبيّة، جعلَت من نبوءاته من روائع الفنون الأدبيّة الكلاسيكيّة في الكتاب المقدّس. لكنّ عظمَته دينيّة وليس فقط أدبيّة: فقد بقي أشعيا أمينًا لدعوته منذ لحظة اختياره وهو في الهيكل. وكانت أفكاره عن الله فيها نوع من الانتصار ولكن بقالب مخيف نوعًا ما: فالله هو القدّوس، القويّ، القدير، والملك. أمّا الإنسان فهو كائن ملوَّث بالخطيئة، لذلك يطلب منه الله دومًا العودة عن خطيئته والتعويض.
يُعتبَر أشعيا نبيَّ الإيمان، وفي الظروف الصعبة التي مرَّت بها بلاده، يُشدِّد على ألّا نثق إلا بالله وحده. وهو أعظم الأنبياء المسيحانيين، إذ كان أكثر الأنبياء الّذي بشَّر بالمسيح الآتي، العمّانوئيل، سليل نسل داود، والّذي سيجعل العدل والسّلام يملكان، إلى جانب معرفة وجه الله (أش 2: 1-5؛ 7: 10-17؛ 9: 1-6؛ 11: 1-9؛ 28: 16-17).
ما عدا ما يلي:
أنتيفونة الدخول أشعيا 1:61
روحُ السَّيِّد الرَّبِّ علَيَّ لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَني وأَرسَلَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء وأَجبُرَ مُنكَسِري القُلوب وأُنادِيَ بِإِفْراجٍ عنِ المَسبِيِّين وبِتَخلِيَةٍ لِلمَأسورين. هللويا.
الصلاة الجامعة
اللَّهم، يا ربَّ المراحم، يا مَن أنبأ بحياةِ ابنِه الفادي وموتِه ومجدِه، على لسانِ القدّيسِ أشعيا النبي† أعطِنا ألّا نَكُفَّ نحن عن ذكرِ أسرارِ الخلاصِ هذه* فنكونَ أهلًا للأفراحِ الأبديّةِ في السماء. بربِّنا يسوع المسيح ابنك،* الذي يحيا ويملِكُ مَعَكَ، باتحِّاد الرُّوح القُدُس إلهًا، إلى دهر الدهور.
القراءة الأولى
"قلت: هاءنذا فأرسلني"
قراءة من سفر أشعيا النبي. 6: 1أ،2أ،3، 5-8
في السَّنَةِ الَّتي ماتَ فيها المَلِكُ عُزِّيَّا، رأيتُ السَّيِّدَ جالسًا على عَرشٍ عالٍ رَفيع، وأَذْيالُه تَملأُ الهَيكَل. مِن فَوقِه سَرافونَ قائمون.
وكانَ هٰذا يُنادي ذاكَ ويَقول: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس، رَبُّ القُوَّات، الأَرضُ كُلُّها مَمْلوءَةٌ مِن مَجدِه».
فقُلتُ: «وَيلٌ لي، قد هَلَكتُ لِأَنِّي رَجُلٌ نَجِسُ الشَّفَتَين، وأَنا مُقيمٌ بَينَ شَعبٍ نَجِسِ الشِّفاه، وقَد رَأَت عَينايَ المَلِكَ رَبَّ القُوَّات». فطارَ إِلَيَّ أَحَدُ السَّرافين، وبِيَدِه جَمرَةٌ أَخَذَها بِمِلقَطٍ مِنَ المَذبَح ومَسَّ بِها فَمي وقال: «ها إِنَّ هٰذه قد مَسَّت شَفَتَيكَ، فأُزيلَ إِثمُكَ وكُفِّرَت خَطيئَتُكَ». وسَمِعتُ صَوتَ السَّيِّدِ قائلًا: «مَن أُرسِل، ومَن يَنطَلِقُ لنا؟» فقُلتُ: «هاءَنذا فأَرسِلْني».
المزمور أشعيا 12: 2-3، 6،5،4
اللازمة (3) تستقونَ المياه من ينابيعِ الخلاصِ مبتَهِجين.
1) هُوَذا اللهُ خَلاصي فأَطمَئِنُّ ولا أَفزَع*
الرَّبُّ عِزِّي ونَشيدي
لقد كانَ لي خَلاصًا*
وتَستَقونَ المِياهَ مِن يَنابيعِ الخَلاصِ مُبتَهِجين.
2) إحمَدوا الرَّبَّ وٱدْعوا بِٱسمِه†
عَرِّفوا في الشُّعوبِ أَعْمالَه*
وٱذكُروا أَنَّ ٱسمَه قد تَعالى.
3) أَشيدوا لِلرَّبِّ فإِنَّه قد صَنَعَ عَظائم*
لِيُعَرَّفْ ذٰلك في الأَرضِ كُلِّها.
إِهتِفي وٱبتَهجي يا ساكِنَةَ صِهْيون*
فإِنَّ قُدُّوسَ إِسْرائيلَ في وَسْطِكِ عَظيم.
هللويا
هللويا. لنمدح الرِجال المشهورينَ: إنَّ أسماءَهم تَحيا مدى الأجيال. هللويا.
الإنجيل المقدس (يقرأ من الزمن العادي)
الصلاة على التقادم
تقبَّل منّا يا رِبُّ هذه القرابين وأفِضْ بها عَلَينا مَواهِبَ رُوحِكَ السَّبعَ† فَتَغْتَنيَ قلوبُنا بِنِعمَتَكَ السَّنيَّة* وتجعَلَنا أهلًا لإقامة هذه الأسرارِ المُقدَّسة. بالمسيحِ ربَّنا.
أنتيفونة التناول أشعيا 14:7
ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ ٱبنًا وتَدْعو ٱسمَه عِمَّانوئيل.
الصلاة بعد التناول
أيها الإله الرَّحيمُ، نَسأَلُكَ، بعدَ أَن استَقَينا المِياه مِن ينابيعِ الخَلاصِ مُبتَهجِين،† أن تَكونَ هَذهِ الذبيحةُ سَنَدًا لحياتِنا في هذه الدُّنيا* وَعُربُونًا للسَّعادةِ في الآخرة. بالمسيح رَبِّنا.