وُلدَتِ القديسةُ كاتِرينا في مدينةِ الإسكندرية في مِصرَ، في نهايةِ القرنِ الثالثِ الميلادي، مِنْ أسرةٍ مسيحيَّةٍ غنيّة. كانت تتحلّى منذُ صِغَرِها بالحكمةِ والفضائل، ويبدو أنها كانَت جميلةَ المنظر وحادّةَ الذكاء. اِلتحقَت بالمدارس وتثقَّفَتْ بعلومِ زمانِها، وكانت مثابرةً على قراءةِ الكتابِ المقدَّسِ والتأملّ فيه. في عام 307 م، حضرَ مكسيميانُس الثاني، حاكمُ مصرَ وسوريا، إلى الإسكندرية، وأمرَ بتجديدِ الشعائرِ الوثنيةِ بعدَ أنْ تضاءلَتْ بسببِ ﭐنتشارِ المسيحية. فأصدرَ منشورًا بوجوبِ تقديمِ القرابينِ للأوثان، ممّا أشعلَ روحَ التعصُّبِ ضدَّ المسيحيين. أمّا كاتِرينا فواجَهَتِ الحاكِمَ بشجاعةٍ فريدةٍ وعرضَتْ عليهِ وعلى حُكمائِهِ الإيمانَ المسيحيّ وشجّعتهم على الاعترافِ بيسوعَ المسيحِ مُخلِّصًا. ولمّا عَجِزَ الحاكمُ عن ﭐقناعِها بالعدولِ عن إيمانِها، فكَّرَ في استمالةِ قلبِها والزواجِ منها، ولمّا رفضَتْ ثارَ عليها وأمرَ بتعذيبِها وقتْلِها، فقطعَ رأسهَا في مثلِ هذا اليومِ من عام 307. يعتقدُ الناسُ أنَّ جُثمانَها نقلَتْهُ الملائكةُ مِنَ الإسكندريَّةِ إلى جنوبِ صحراءِ سيناء، حيثُ يوجَدُ حاليًّا ديرُ القدّيسَةِ كاتِرينا، بالقُربِ مِنْ جبلِ موسى.