هي والدةُ القدّيسِ أغسطينُس. وُلِدَت من عائلةٍ مسيحيّةٍ في مدينةِ تاغاستا (حاليًّا مدينة «سوق أهراس» في الجزائر) عام 331. تزوَّجت مِن رَجلٍ وثنيّ ﭐسمُه «باتريسيوس»، ورُزقت أبناءً، منهم أغسطينُس الذي ذَرفَتْ في سبيلِ هدايتِهِ إلى الإيمانِ الدُّموعَ الكثيرةَ مع صلاتِها الحارَّة، فنالَتْ ما طَلَبَت. كانت مثالَ الأمِّ التّقيَّة الوَرِعة. قالَ لها أسقفُ المدينةِ وهي تبكي وتُصلّي من أجل ﭐهتداء ﭐبنها: «إنَّ ﭐبنَ هذهِ الدموعِ لَنْ يحتويَهُ الهلاك». رَقدَت في الرّبّ عام 387 في أوستيا، بالقرب من روما، بعد أن نال ﭐبنُها أغسطينُس العمادَ. قبل موتِها قالت له: «يا بُنّيَّ، من جهتي، لا شيءَ يَطيبُ لي بعدُ في هذه الحياة ... لأمرٍ واحدٍ فقط أردْتُ أن أبقى فيها، وهو أن أراكَ قبلَ موتي، مسيحيًّا كاثوليكيًّا. وقد وهَبَني اللهُ هذا، أن أراكَ خادمًا له وقد زهَدْتَ في السعادةِ الأرضيّةِ، فماذا لي بعدُ على هذه الأرض؟... إنَّما طلبي هو أن تَذكُرَني، أينَما كنْتَ، على مذبحِ الرّبّ».