وُلِدَ في شمال إيطاليا بالقرب من مدينةِ "بريشّا"، عام 1897. سيمَ كاهنًا عام 1920 وشغلَ وظائفَ مهمّة في السلك الدبلوماسي الكنسي. عُيِّنَ رئيس أساقفة ميلانو عام 1955، فاهتمَّ بالحوار مع ثقافةِ عصره الذي كان يشهد تغييراتٍ جذريّة، داعيًا البشريّة للعودة إلى الله لتجد فيه الخلاص. عام 1963 انتُخِبَ حبرًا أعظم على كرسيِّ بطرس، مُتَّخِذًا اسم "بولس السادس"، فلم يتوانَ عن إكمال أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني الذي كان قد افتتحه سلفُه يوحنا الثالث والعشرون. وبعد اختتام أعمال المجمع سارع إلى تنفيذ مقرراتِهِ وسط صعوباتٍ جمّة. أَعادَ ضياغة القدّاس اللاتينيّ ليناسب لغة العصر. سعى إلى لقاءاتٍ مشتركة مع الكنيسة الأورثودكسية والأنكلكانية فكان لقاؤه الشهير مع البطريرك الأورثودكسي أثيناغوراس. كتبَ رسائل عدّة وكان في الحقبة المعاصرة أول الباباوات الذين يقومون برحلاتٍ رسولية خارج إيطاليا. زارَ الأراضي المقدسة في فلسطين عام 1964. رقَدَ في الرّرَ عام 1978. أعلنه البابا فرنسيس طوباويًّا عام 2014 وقدّيسًا عام 2018. من أقواله: "يسوع المسيح هو محورُ التاريخِ والكائناتِ بأسرِها. عرَفَنَا وأحبَّنَا، فهو رفيقُ حياتِنا وصديقُنا، هو رجلُ الألم والأمل. وهو الذي سوف يعودُ ليَدينَنا، وليكونَ لنا ملءُ الحياةِ والسّعادة".