هو رابع الباباوات على كرسي روما. قال فيه القدّيس إيرينيوس إنَّهُ «رأى الرسولَين [بطرس وبولس] وإنَّ صوتَيهِما لا يزالان يُدوِّيانِ في أذُنَيه». كانَ، على الأرجح، مِن أصولٍ يهوديّة، اعتنقَ الإيمانَ المسيحيّ ووضعَ معرفتَهُ العميقةَ بالكتبِ المقدّسةِ وبتراثِ شعبِهِ في خدمةِ الكنيسة. دامَت حبريَّتُهُ تسعَ سنواتٍ. يُعتبرُ من آباءِ الكنيسةِ الرسوليّين، أي أقدَمَهم. تركَ القدّيس كليمِنس رسالةً مُسهبةً ورائعةً، كتبَها إلى كنيسةِ قورنتُس، على أثرِ خلافاتٍ قامَتْ فيها. وهي تدعو إلى الوحدَةِ، وتُشيرُ إلى ﭐستشهادِ القدّيسَين بطرسَ وبولُسَ، كما وتحوي معلوماتٍ ثمينةً عنِ الكنيسةِ الأولى وشكلِ نظامِها الداخليّ وأساليبِ العبادةِ فيها. وتذكرُ دورَ كنيسةِ روما الرياديّ. ظلَّتْ هذه الرسالةُ تُتلى عَلنًا في ﭐجتماعاتِ كنيسةِ قورنتُس الإفخارستيّة، لعشراتِ السنين، إلى جانبِ الكُتبِ المقدّسةِ، ممّا يَدلّ على أهمّيتِها. استُشهِد البابا كليمِنس نحو سنة 97، وأُقيمَت على ﭐسمِهِ واحدةٌ من أهمّ الكنائس في روما. من أقوالِه: «هذا هو الطَّريقُ الذي نجدُ فيه خلاصَنا، أي يسوعَ المسيحَ، حبرَ قرابِينِنا، وسَنَدَ ضُعفِنا وعونَنا. بهِ نتطلَّعُ إلى أعالي السَّماواتِ، وعِبرَ وجهِه النقِيِّ والسَّامي ننظرُ، وبه تتفَتَّحُ أعينُ قلوبِنا».