القدّيس يعقوب الرسول أوّل أسقف على القدس، الشفيع الثاني للكرسي الأورشليمي (5/3)
سيرة حياة القديس
يعقوب الرسول، أخو الرّبّ، حسب شهادة الإنجيل (متى 13: 55) والعديد من آباء الكنيسة الشرقيين والغربيين، وهو أولُ أسقفٍ على المدينة المقدّسة، وبالرغم من إنّه لم يكُن من الرسل الاثني عشر، إلّا أنّه عُدّ رسولًا إضافيًّا، مثل بولس، لأنّ المسيح ظهر له بعد قيامته (1 قور 15: 7). تُنسَب إليه، لسلطته الروحيّة، الرسالة المعروفة باسمه. كذلك دُعيَ، مع بطرس ويوحنا، أحد أعمدة الكنيسة الثلاثة(غل 2: 9). ومن أهمّ الدلائل على سلطته في الكنيسة الأولى، الدور المركزي الّذي كان له في مجمع أورشليم، فكان، بين سائر الرسل، صاحب القرار الحاسم فيه (أعمال 15: 13-22). وتؤكّد على سلطة يعقوب أيضًا «المراسيم الرسولية» من القرن الثالث: «رأينا نحن الرسل مع الأسقف يعقوب والشيوخ كلّها، أن نختار رجالاً من بيننا...» (5: 12، 14)، ويصفه إكليمنضُس، أسقف روما، «بأسقف الأساقفة». وقد اعتاد الرسل، خاصّة بطرس وبولس، أن يعودوا إليه في بشارتهم، فكان مرجعيّتهم. (غل 2: 2-10، أعمال 21: 18-19) سلكَ حياةَ التقشُّف، وكان يقضي وقته في الهيكل متضرِّعًا من أجل شعبه، وكان يُعتبَر من قبل اليهود كعظيم كهنة وله سلطة روحيّة عليهم، لذلك دُعي بالبارّ، لكونه من سلالة داود، وعندما طلب منه أعيان اليهود أن يُنكر إيمانه بالمسيح الرّبّ رفض، وأعلن إيمانه جهارة، مما حدا بهم إلى إلقائه عن شرفة الهيكل ومن ثمّ ضُرِب رأسه بلبّادة. كان ذلك عام 62، وقد ذكر قصّة استشهاده كل من أوسيبيوس القيصريّ ويوسيفُس فلافيوس اليهودي، الذّي يربط تدمير الهيكل سنة 70 على يد تيطس بقتل يعقوب البارّ كعقاب ربّاني «بالرغم من بِرِّه الساطع». لغاية القرن السادس، كان يُحتفَل بعيده مرّتين، الأولى في 25 كانون الأوّل مع داود الملك، وذلك قبل أن يحلّ مكانه عيد الميلاد السيِّدي، ثمّ نقل إلى الأحد بعد الميلاد، والثانية في 23 تشرين الأوّل، في ذكرى استشهاده. الوحيد من بين آباء الكنيسة الّذي حاول أن يُماهي يعقوب هذا مع يعقوب ابن حلفى المعروف بالصغير هو هيرونيمُس، وقد تبعَت رأيه الكنيسة الرومانية خلافًا لسائر الكنائس، وذلك فقط بعد المجمع التريدنتيني، لذلك يقع عيده في 3 أيّار مع فيلبُّس. ولمركزيّة شخصيّة يعقوب في الكنيسة الأولى، تُنسَب إليه أهم أنافورا وهي أساس الأنافورات الشرقيّة جميعها.
ما عدا ما يلي:
أنتيفونة الدخول
هَذَا يَوْمُ عِيدِ القِدِّيسِ يَعْقُوب. فَلْنَفْرَحْ بِالرَّبِّ مَعَ المَلَائِكَةِ جَمِيعًا، وَلْنُسَبِّحْ مَعَهُمْ ٱبْنَ الله. هَلِّلُويَا.
يُتلى نشيد المجد لله في العلى
الصلاة الجامعة
أَيُّهَا الإِلَهُ الأَزَلِيُّ القَدِيرُ، يَا مَنْ شِئْتَ أنْ تُنِيرَ بَصَائِرَنَا بِتَعْلِيمِ القِدِّيسِ يَعْقُوبَ الرَّسُولِ، أوَّلِ أَسَاقِفَةِ المَدِينَةِ المُقَدَّسَة† اِمْنَحْنَا بِشَفَاعَتِهِ أَنْ نُعْلِنَ الإيمَانَ المَسِيحِيَّ بِأَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا* فَنَكُونَ أَهْلًا لِدُخُولِ أُورَشَلِيمَ السَّمَاوِيَّة.بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ ٱبْنِكَ* الإِلَهِ الحَيِّ الـمَالِكِ مَعَكَ وَمَعَ الرُّوحِ القُدُس† إِلَى دَهْرِ الدُّهُور.
القراءة الأولى
«أرى ألا يُضَيَّق على الذين يهتدون إلى الله من الوثنيين»
قراءةٌ من أعمالِ الرُّسل 15: 1، 6، 13-19
في تلك الأيَّام:
نزلَ أُناسٌ منَ اليهوديّة، وأَخَذُوا يُلَقِّنونَ الإخوَةَ فيقولون: «إذا لم تَختَتِنوا على سُنَّةِ موسى، لا تستطيعونَ أن تَنَالَوْا الخَلاص».
فاجْتَمَعَ الرُّسلُ والشيوخُ لينظُروا في هَذِه المسألة. فلما انتَهيا تكَلَّمَ يعقوبُ فقال: «أيُّها الاخوَة، استمعوا لي. روى لكم سِمعانُ كيف عُنِيَ الله أولَ الأمرِ بأن يَتَّخِذَ شعباً لاسمِهِ من بينِ الوَثَنييِّن. وهذا يُوافِقُ كَلاَمَ الأنبياء، كما وَرَدَ في الكتاب:
سأعودُ من بَعدِ هذا، فأُقيمُ خَيمةَ داودَ المُتَهدِّمة، سأقيمُ أنقاضَها وأَنصُبُها، فيَسعى سائرُ الناسِ إلى الربّ، وجَميعُ الأممِ التي ذُكِرَ عليها اسمي. يقولُ الرَّبُّ صانعُ هذه الأمورِ المعروفةِ منذُ الأزل.
ولذلك فإني أرى ألا يُضَيَّقَ على الذينَ يَهتَدُونَ إلى اللهِ من الوَثَنيِّين.
- كلام الرب
المزمور 118 1-2، 4-5، 15-16
اللازمة (32): ربِّ، سأبقى لدربِ وصاياكَ سالِكا (أو: هللويا).
1) الطوبى لمَن كان سُلُوكُهم كَامِلا*
أولئِك الذين يَتَّبعُون شَريعةَ الموْلى
الطوبى لمَن يَحفَظُون ما لَهُ من آيات*
ومِن صَميمِ قلوبِهم يَبتَغونَه.
2) أنتَ فرَضْتَ أوامِرك*
لكيما تُطاعَ كامِلة
ألا ليتَ خُطايَ تسدَّدَتْ*
وفي حِفظِ رسومِك رسَخَتْ.
3) بأوامرِك ألهَج*
وأغدو لسُبُلِك مُتَبيِّنا
برُسومِك أبقى مُتَمتِّعاً*
ولا أنسى كَلِمَتَك.
القراءة الثانية
«الانسان يبرّ بالاعمال»
قراءةٌ من رسالةِ القديسِ يعقوبَ الرسول 2: 14-24، 26
ماذا يَنفَعُ، يا إخوتي، أن يقولَ أَحَدٌ إِنَّه يُؤمِن، إن لم يَعْمَل؟ أبوُسعِ الإيمان أن يُخَلِّصَه؟
فإن كان فيكم أخٌ عُريانٌ أو أختٌ عُريانةٌ، يَنقُصُهما قوتُ يومِهما، وقالَ لهما أحدُكم: «إذهبا بسلامٍ فاستَدفِئا واشْبَعا» ولم تُعطوهما ما يَحتَاجُ إليه الجسد، فماذا يَنفَعُ قَولُكم؟ وكذلكَ الإيمان، فإِن لم يَقترِنْ بالأعمال، صارَ مَيْتاً في حدِّ ذاتِه.
ورُبَّ قائلٍ يقول: «أنتَ لك الإيمان وأنا لِيَ الأَعْمال». فأرِني إيمانَكَ من غيرِ أعمال، أُرِكَ أنا إيماني بأَعمالي. أنت تُؤمنُ بأنَّ الله أحَد، فقد أحسَنْتَ. والشياطينُ هي أيضاً تُؤمنُ به وتَرتَعِد. أتُريدُ أن تَعلم، أيُّها الأبلَه، أنَّ الإيمان من غيرِ أعمالٍ شيءٌ عقيم؟ أما بُرِّرَ أبونا إبراهيمُ بالأعمال، إذ قَرَّبَ ابنَهُ إسحقَ إلى المذبح؟ تَرى أنَّ الإيمان ساهمَ في أعمالِه، وأنَّه بالأعمالِ اكتَمَلَ الإيمان. فتمَّتِ الآيةُ التي وردَ فيها: «إنَّ ابراهيمَ آمَنَ بالله فحُسِبَ لَه ذلك بِرًّا، ودُعيَ خليلَ الله».
تَرونَ أنَّ الإنسانَ يُبَرَّرُ بالأعمالِ لا بالإيمان وحدَه. فكَما أَنَّ الجَسَدَ بِلا رُوحٍ مَيْت، فكذلِكَ الإيمان بِلا أَعمالٍ مَيْت.
- كلام الرب
هللويا
هللويا. لكَ المجد، أيها المسيح يا مَن تَراءَى ليعقوبَ الرسول. هللويا.
الإنجيل المقدس
«من يعمل بمشيئة الآب يدخل الملكوت»
✠ فصل من بشارة القديس متى الإنجيلي البشير 7: 21، 24-25
في ذلك الزمان: قال يسوعُ لتلاميذه:
«ليسَ مَن يقولُ لي: يا رب! يا رب! يَدخلُ ملكوتَ السموات؛ بل مَن يعمَلُ بمشيئةِ أبي الذي في السموات. فمثَلُ مَن يَسْمَعُ كلامي هذا فَيَعمَلُ به، كَمَثَلِ رجُلٍ عاقلٍ بنى بيتَهُ على الصَّخْر؛ فنزلَ المطرُ وسَالتِ الأودِية، وعَصَفَتِ الرِّياح، فثارتْ على ذلِك البيت فلَمْ يَسقُط، لأنَّ أساسَهُ على الصّخر».
- كلام الرب
يُتلى قانون الإيمان
الصلاة عَلَى التقادم
اللَّهُمَّ، تَقَبَّلِ القَرَابِينَ، الَّتِي نَرْفَعُهَا إِلَيْكَ فِي ٱحْتِفَالِنَا بِعِيدِ القِدِّيسِ يَعْقُوبَ الرَّسُول† وَأَعطِنَا بِشَفَاعَتِهِ أَنْ نَبْقَى رَاسِخِينَ فِي الإيمَان* وَمُوَاظِبينَ عَلَى العَمَلِ بِوَصَايَاكَ. بالمَسِيحِ رَبِّـنَا.
أنتيفونة التناول متى 7: 21
لَيْسَ مَنْ يَقُولُ لِي: «يَا رَبّ! يَا رَبّ!» يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَوات. هللويا.
الصلاة بعد التناول
نَسْألُكَ، يَا رَبَّنَا، أَعطِنَا أَنْ يُنْعِشَنَا الخُبْزُ السَّمَاوِيُّ الَّذِي تَنَاوَلْنَاهُ فِي ٱحْتِفَالِنَا بِعِيدِ القِدِّيسِ يَعْقُوبَ الرَّسُول† فَنَصُونَ فِينَا وَدِيعَةَ الإيمَانِ كَامِلَةً* وَنُوَاظِبَ عَلَى عَمَلِ الصَّالِحَات. بالمَسِيحِ رَبِّـنَا.