وُلِدَ أنجيلو رونكالّي في بلدةٍ صغيرةٍ مِن إقليمِ بِرغامو في إيطاليا، عام 1881 م، من عائلةٍ مُزارعةٍ فقيرة. بعد أن صارَ كاهنًا، عمل لمدّةِ خمسةَ عشرَ عامًا أمينَ سرٍّ لأسقف بِرغامو ومُدرّسًا في الإكليريكية. عند اندلاع الحربِ العالميةِ الأولى دُعيَ ليكونَ راعيًا روحيًّا للجنود. أُرسل إلى بلغاريا وتركيا كزائرٍ رسولي، ثمّ شغل منصب القاصد الرسولي في باريس، وبعدها أصبح بطريركَ مدينةِ ڤينيسيا. اعتلى السدّة الباباويّة عام 1958، متّخذًا ﭐسمَ يوحنا الثالث والعشرين. في سبيل نشرِ الإنجيل بلغةٍ جديدةٍ يفهمُها أبناءُ المجتمعِ الحديث، أعلنَ افتتاحَ المجمعَ الڤاتيكاني الثاني، الذي يُعتبر من أبرزِ الأحداثِ في تاريخِ الكنيسةِ الحديثة. رَقدَ في الرّبّ عام 1963. دامَتْ فترةُ حبريّتِه أقلَّ مِن خمسِ سنواتٍ، كان لهُ فيها أثرٌ كبيرٌ في توجيهِ دُفّةِ الكنيسة. بفضلِ بساطتِهِ حَظِيَ بمحبةٍ الشعبِ الذي لقّبَهُ بـ «البابا الطيّب». تمّ تطويبُه عام 2000، عن يَدِ البابا القدّيسِ يوحنا بولس الثاني، وأعلنَ قداستَهُ البابا فرنسيس عام 2014. من أقوالِه: «في وقتِنا الحاضرِ، تُفضّلُ الكنيسةُ، عروسُ المسيحِ، استِخدامَ علاجِ الرّحمةِ بدلًا مِن سِلاحِ الصَّرامة. وهي تعتقدُ بأن عليها أنْ تلبّيَ ﭐحتياجاتِ زمانِنا، بِعَرْضها لقيمةِ تعليمِها المسيحيّ، بطريقةٍ أكثرَ وضوحًا، بدلًا من إدانةِ الهَرطقات» (خطاب افتتاح المجمع الڤاتيكاني الثاني، 11 تشرين الأول 1962).