وُلِدَ في إقليم توسكانا في وسطِ إيطاليا عام 1541 م. تعلَّمَ الصيدلَةَ وهو في عمر السادسة والعشرين وعمِلَ بها. مرَّتْ بلادُهُ بأزمةٍ حادّةٍ، فشرعَ بمساعدَةِ الفقراءِ. بعدَ ذلكَ، وبفضلِ هذه الخبرةِ الروحيةِ قرّرَ تغييرَ نمطِ حياتِهِ وصارَ كاهنًا. تفرَّغَ للوعظِ وﭐهتمَّ خصوصًا بتعليمِ العقيدةِ المسيحيةِ للأطفال. أسَّس «جمعية إكليروس والدةِ الإله» عام 1574، وعانى كثيرًا في سبيلها. ثم أسَّس جمعيةَ كهنةٍ لنشرِ الإيمانِ، ولهذا يُعتبَرُ بحقٍّ مؤسِّسًا للجمعيةِ التي تبنّاها الباباواتُ فيما بعدُ ووسَّعوها ودعوها بـﭑسم «مجمعَ نشرِ الإيمان». أجرى بمحبَّتِه وحكمتِه إصلاحًا في مختلفِ الجمعيَّات الرهبانيَّة، وذلكَ بأمرٍ من البابا كليمنس الثامن، فصارَ أحدَ رموزِ الإصلاح الكاثوليكي في عصرِه. رَقدَ في الرّبّ في روما، عام 1609، جراء إصابتِهِ بالطاعون. مِن أقوالِه: «من أرادَ إصلاحَ الأخلاقِ في مجتمعٍ ما، يجبُ عليه أن يطلبَ أوّلًا مجدَ اللهِ، الذي منهُ تأتي كلُّ الخيرات ... ثمّ يَجعلُ المصلِحُ نفسَه أمامَ مَن يجبُ إصلاحُهم مِثلَ مِرآةٍ لجميعِ الفضائلِ... وهكذا يجذِبُ إلى الإصلاحِ بلِينِهِ وصبرِهِ ولا يُرغِمُ أحدًا إرغامًا».