المسيح الأرزة في أرض كنعان فلسطين (حزقيال 17: 22 – 24)
الأب بيتر مدروس
نقرأ في حزقيال 17 : 22 وتابع: ” إنني (أنا الرّبّ ) سآخذ من ناصية الأرز العالي، وأنصب ، وأقتطع … غصنا أملد وأغرسه أنا على حبل شامخ شاهق”، في جبل ( أرض كنعان) فينشىء أفنانا ويثمر ثمرا ويصير أرزا جليلا فيحوي تحته كلّ طائر”. يدرك المر من السياق أن الغرس الأثيل هو المسيح الملك نفسه، من جذع يسّى وداود (عن أشعيا 11: 1). ويكتب “باور” و “ماي”: “بخلاف حزقيّا – المشبّه بكرمة منخفضة، يصبح المسيح المنتظر ارزا جليلا أثيلا مغروسا على الجبل المقدّس (عن أشعيا 2: 2). مُلكه شامل لا يزول وستستظلّ به كلّ الأمم (عن متّى 13 : 31 – 32). وسيبشّر المرسل السماوي السيّدة العذراء دائمة البتولية مريم، “بنت داود” منها السلام ، بميلاد مولودها المليك (عن لوقا 1: 32 – 33).
لا للتفسيرات المغلوطة خصوصا لدى مسيحيّينا العرب!
منذ القرن السادس عشر نشأت في الغرب ولا سيّما في البلاد السكسونية فئات فسّرت هذا النص وأمثاله من نبوات في العهد القديم بمعنى قيام دولة عبرية ، وذلك لاسم الكتاب المقدّس. وتفسيرات تلك الأفراد والمجموعات مغلوطة لأن النصوص النبويّة المشار إليها لا تدور حول دُوَل الشرق الأوسط الحديث والمعاصر! كلّ سياق تلك النصوص النبوية مختلف تماما عن سياق بلادنا في الشرق الأدنى منذ نحو عشرين قرنا من الزمان! في عهد العهد القديم ، كانت البلاد والشعوب المجاورة للعبرانيين ولأرض كنعان كانت وثنية غارقة في تعدد الآلهة والانحرافات. ولكن منذ أوّل عقد بعد قيامة السيّد المسيح ومنذ القرن الميلادي الأول قَبِلَت معظم تلك الشعوب سيّدنا يسوع المسيح فاديا وربّا وأكرمت والدته كليّة النقاوة والطّوبى (بخلاف معظم العبرانيين حتّى أيّامنا).
“شهد يسوع الشهادة الحسنة أمام بيلاطوس” (عن تيموثاوس الأولى 6: 13)، ورفض لنفسه كلّ مُلك دنيوي (يوحنا 18: 36). وقُبَيل صعوده، أقصى الفكرة الدنيوية المادية السلطوية العنصرية عن ملكوته المشيحاني (عن أعمال 1: 6 ب ).
نحن أيضاً، علينا أن “نرفع قلوبنا إلى العلى”، ومع المسيح القائم من بين الأموات الجالس في الأعالي “لنسعينّ إلى الأمور التي هي فوق” (قولسّي 3: 1 ). ولتتحقّقنّ فينا كلمات المترنّم: “الصدّيق مثل النخل يزهو، ونظير أرز لبنان ينمو” (مزمور 92 (91) : 13). آمين!