الأحد التاسع والعشرون من زمن السنة ب (أ. مدروس)
الأب بيتر مدروس
كيف يقول هذا الانجيليّ إنّ أمّهما جاءت اليه؟ من الممكن أنّ الأمرين كليهما حدثا. ربّما أخذا أمّهما معهما ليجعلا تضرّعهما أقوى، ويملكا مع المسيح. لاحظ كيف يوجّه المسيح كلامه اليهما، فالطلب جاء منهما بدون شك، فبسبب خجلهما أشركا أمّهما بالمطالبة. انجيل متى، (موعظة 65 . 2 الذهبيّ الفم) .
20 : 22 “أتستطيعان أن تشربا الكأس ؟ “
الكأس هي المعاناة. ليست الكأس والمعموديّة شيئًا واحدًا. الكأس هي الآلام، أمّا المعموديّة فهي الموت نفسه. المعموديّة تشبه كثيرًا الصوف المصبوغ. فكما أنّ الصوف، ذا اللون الطبيعيّ، يُغَطّس ليتلوّن بالأرجوان أو بأيّ لون آخر، هكذا ننحدر نحن أيضًا الى الموت كجسم بشريّ ونصعد كجسم روحيّ. (موعظة 35 الذهبيّ الفم ).
هل نستطيع ؟
قالا “نستطيع” عن جهلهما بالتجربة. فالحرب للجاهل مُستحسنة ، تمامًا كما تبدو تجربة الموت والألم لعديم الخبرة أمرًا بسيطًا. أفلا يجدر بالتلاميذ أن لا يقولوا “نستطيع”، لو كانوا يعلمون كيف هي تجربة الموت ! عظيم الحزن الذي يسبّبه الألم، لكن الموت يسبّب خوفًا أعظم. (موعظة 35 الذهبيّ الفم ).
20 : 23 أعدّه الآب
يقول جيروم: يسأل بعضهم كيف شرب ابنا زبدى، يعقوب ويوحنا كأس الاستشهاد. يُخبرنا الكتاب المقدّس أن هيرودس أغريبا قطع رأس الرسول يعقوب (أعمال 12: 2). أمّا يوحنا فرقد رقدة طبيعيّة.
يوحنا وُضع في قدر زيت مغليّ ليستشهد، فخرج من هناك كرياضيّ ليربح تاج المسيح. (ترتيليانوس 36 ANF 3 :260 )
نُفي بعد ذلك الى بطمس. شرب كأس الاعتراف باليمان مثل الفتيان الثلاثة في أتون النار. (تفسير متى 3: 20-23).
للّذين أُعِدّ لهم
جيروم: ملكوت السماوات ليس لمَ، يُعطي بل لمَن يأخذ. “فالله لا يحابي الوجوه” (أعمال 10: 34). مَن أثبت استحقاقه لملكوت السماوات نال ما اُعدّ للحياة لا لشخص. إن كنت ممّ، يسعون الى الملكوت الذي أعدّه أبي للظافرين فإنّك ستناله. آخرون تمنّ,ا لو أنّها قيلت عن موسى وايليا. لكن أسماء الذين هم في الملكوت لا تُعلَن لئلاّ يُظنّ أنّ الآخرين مُبعدون. (تفسير متى 3: 20-23).
ليس لي أن أمنحه
الجلوس عن يميني وعن شمالي ليس لي أن أمنحه. إنّما هو للّذين أُعدّ لهم. (مرقس 10: 39-40).
كان ليسوع السلطان لكنّه لم يشأ أن يلبّي طلب ابني زبدى لئلاّ يُحزن ألاخرين جميعًا.