Liturgical Logo

الميلاد والقديس أثناسيوس

آباء الكنيسة

“لمَّا وَلَدَتْه أُمُّه قَدَّمَتْه للهِ ذَبيحَةً. ولَمَّا بَشَّرَها الملاكُ جِبرائيلُ ٱختارَ الألفاظَ بِحَذَرٍ وفِطْنَةٍ، فَلَمْ يَقُلْ “المَولودُ فيكِ”، حتَّى لا يُظَنَّ أنَّه يأتِيها من الخارج، بل “المولودُ مِنكِ”، ليُفهَمَ أنَّ المولودَ مِنها وَحدَها وُلِد”.
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

“وهذا ما حَصَلَ، أنَّ الكَلِمَةَ ٱتَّخذَ مِمَّا لَنا، وقَدَّمَه ذبيحَةً وأتلفَه بالمَوت، ثُمَّ أَلبسَنا بِما هو له. وفي هذا قالَ الرَّسول: “كانَ يَجِبُ لهذا الكائنِ الفاسِدِ أَن يلبسَ ما ليسَ بفاسدٍ، ولهذا الكائنِ الفاني أن يلبسَ الخلودَ” ( 1قورنتس 15: 51).
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

“ليسَ هذا خِرافةً كما يعتقدُ البعض. حاشا وكلاّ. بل صارَ المُخَلِّصُ حَقًّا إِنسانًا، ولهذا تَحَقَّقَ الخلاصُ لِكُلِّ البَشَرِيَّة. كلاّ، ليسَ خلاصُنا خِرافَةً. وليس الخلاصُ للجَسَدِ فقط، بل حَصَلَ الخلاصُ بالكَلِمَةِ نَفْسِه للإنسانِ كُلِّه، نَفْسًا وجَسَدًا”.
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

“هي حقًّا الطَّبيعةُ البَشَريَّةُ التي وُلِدَتْ من مريم، بحسبِ ما جاءَ في الكتابِ المقدَّسِ، وجَسَدُ الرَّبِّ هو جَسَدٌ حقيقيٌّ. إنَّه حقيقيٌّ لأنَّه نَفْسُ جَسَدِنا. ومريمُ هي أختُنا، بما أنّنا وُلِدْنا جميعًا من آدم”.
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

“قولُ يوحنا :”والكلِمَةُ صارَ بَشَرًا” (يوحنا 1: 14) له هذا المعنى. وهذا ما يمكنُ ٱستِنتاجُه من عباراتٍ أُخرى مماثلة، كما ورد مثلاً في رسائلِ القديسِ بولس، لمّا قال: “صارَ المسيحُ لعنةً من أجلِنا” (غلاطية 3: 13). فقد جَنَى الجَسَدُ غِنًى فَريدًا من هذا الإِتِّحادِ الحَميمِ مع الكَلِمَة. كانَ خاضِعًا للمَوت، وصارَ يَتَمَتَّعُ بالخُلود. كانَ حيوانيًّا وصارَ روحانيًّا. خُلقَ على الأرضِ وصارَ قادرًا أن يدخلَ أبوابَ السَّماء”.
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

“مع أَنَّ الكَلِمَةَ أخَذَ جَسَدًا مِن مريم، فالثالوثُ الأقدس بقِيَ هو هو، من غيرِ إضافةٍ ولا نُقصان. هو دائِمُ الكمالِ، إلهٌ واحدٌ فقط. وهكذا تُعَلِّمُ الكنيسةُ: إلهٌ واحِدٌ أبو الكَلِمَة، وَلَدَ الكَلِمة مُنذُ الأَزل”.
(القديس أثناسيوس الأسقف ومعلم الكنيسة 295- 373)

في التجسد القدّيس إيف الكرتوزيّ (نحو 1040 – 1116)، أسقف
أحاديث، 15
«فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله»
نحتفل اليوم بأعجوبة حبل العذراء بالرّب يسوع. نحتفل بتاريخ بدء خلاصنا ونعلن مخطّط الله، المصنوع بالطيبة والقوّة. لأنّه إن أتى ربّ الكون مفتّشًا عن عبيده ليدينهم وليس ليظهر لهم طيبته، فهو لم يكن ليلبس أبدًا هذا الجسد الفاني من تراب الأرض (راجع تك 2: 7) الّذي ٱستطاع فيه أن يتألّم معنا ومن أجلنا.
لقد بدا ذلك لعيون الوثنيّين، حسب ما جاء على لسان القدّيس بولس، عثارًا وحماقة (راجع 1قور 1: 23 + 25)، لأنّهم ٱعتمدوا على منطق الفلسفة الباطلة وكوّنوا أحكامًا عن الخالق مستندين على قوانين الخلق. أيوجد عمل قوّة أكبر من أن تحبل العذراء مناقضةً قوانين الطبيعة؟ وبعد أن أخذ جسدنا، بأن يأخذ الطبيعة المائتة إلى مجد الأبديّة مرورًا بالموت؟ لذلك قال الرسول بولس: “الضُّعْفَ مِنَ اللّه أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس” (1قور 1: 25).
لقد أصبح اليوم حشا العذراء بابًا للسماء الّذي من خلاله نزل الرَّبًّ إلى البشر ليصعدهم إلى السماء.

“أيوجد عمل قوّة أكبر من أن تحبل العذراء مناقضةً قوانين الطبيعة؟ وبعد أن أخذ جسدنا، بأن يأخذ الطبيعة المائتة إلى مجد الأبديّة مرورًا بالموت؟ لذلك قال الرسول بولس: “الضُّعْفَ مِنَ اللّه أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس” (1قور 1: 25).
(القدّيس إيف الكرتوزيّ الأسقف 1040 – 1116)

“لقد أصبح اليوم حشا العذراء بابًا للسماء الّذي من خلاله نزل الرَّبًّ إلى البشر ليصعدهم إلى السماء”.
(القدّيس إيف الكرتوزيّ الأسقف 1040 – 1116)