مجيء ابن الإنسان والصلاة (لوقا الإنجيلي 21: 25-28، 34-36)

الأب لويس حزبون

يصف لوقا الإنجيلي (21: 25-28، 34-36) حديث سيدنا يسوع المسيح عن مجيئه الثاني في نهاية العالم وأهمية السهر بالصلاة لاستقباله. ومن هنا تكمن اهمية البحث في وقائع نص الإنجيل وتطبيقاته

أولا: وقائع نص الإنجيلي (لوقا 21: 25-28، 34-36)

25 “وسَتَظهَرُ عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقمَرِ والنُّجوم، ويَنالُ الأُمَمَ كَرْبٌ في الأَرض وقَلَقٌ مِن عَجيجِ البَحرِ وجَيَشانِه”

تشير عبارة “عَلاماتٌ” الى أحداث نهاية العالم عبر تقلبات التاريخ كقلــــب الأنظمــــة القوميــــــــة وسقوط الإمبراطوريــــــات العظيمــــــة (اشعيا 13:10 وحـــــزقيال 32: 7)، وحدوث الفوضى العارمة في أرجاء الكون. وفي الواقع يميّز لوقا الإنجيلي بين علامات النهاية في آخر الأزمنة (لوقا 21: 21: 25-27) وعلامات التاريخ أي الشدة التي تسبق الأزمنة الاخيرة (لوقا 21: 20-24) مثل الاضطرابات الحربية والسياسية. اما عبارة “عَلاماتٌ في الشَّمسِ والقمَرِ والنُّجوم” فتشير الى كلمات تقليدية من الأسلوب الرؤيوي بحسب لغة العصر آنذاك، تشبه “مرثاة ” اشعيا النبوية ” (13: 10) أما عبارة ” كَرْبٌ” فتشير الى حزن شديد ومشقة؛ واما عبارة “قَلَقٌ مِن عَجيجِ البَحرِ وجَيَشانِه” فتشير للعالم المضطرب كالبحر. بل هذا ما حدث في أمواج تسونامي التي ضربت الناس بارتفاع 10-20متراً وبسرعات مخيفة.

26 “وتَزهَقُ نُفوسُ النَّاسِ مِنَ الخَوف ومِن تَوَقَّعِ ما يَنزِلُ بِالعالَم، لِأَنَّ أَجرامَ السَّماءِ تَتَزَعزَع”

تشير عبارة “تَزهَقُ” الى خروج النفوس من الأجساد وهلاكها وموتها. اما عبارة “أَجرامَ السَّماءِ” فتشير الى
الكواكب والقوى السماوية وهي مستوحاة من اقوال اشعيا النبوية (اشعيا 13: 10، 34: 4). ويدلّ هذا الانقلاب الكوني علـــــى مجـــــــيء الرب في نهايـــــــة العالم مع التركيز على مجــــــد ابـــــن الانسان وظهور قدرته بحيث يهتزّ الكون كله. إنّ هذا المجيء المبارك، تسبقه علامات طبيعيّة، ومخاوف نفسيّة لمن هم غير مستعدّين للقاء الربّ. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم “إن قوات السماوات تتزعزع، عندما ترى جماهير لا تعـد ولا تحصى تسقط تحت الدينونة” وأمَّا القديس أوغسطينوس فيُعلق بقوله ” إن قوات السماء تتزعزع، لأنه عندما يثير الأشرار الاضطهاد يرتعب بعض المؤمنين الأقوياء”.

27 “وحينَئذٍ يَرى النَّاسُ ابنَ الإِنسانِ آتِياً في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال”

تشير عبارة: “ابنَ الإِنسانِ آتِياً في الغَمام في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال” الى مجيء المسيح المنتصر بالمجد والعزة الجلال؛ وهي صورة عن مجيء الله وتجلياته كما يصوِّرها العهد القديم (خروج 19: 16 وحزقيال 1: 4). اما عبارة “الغمام” فتدل على الحضور الإلهي (خروج 34: 5)؛ حيث يظهرُ يسوع ثانية من الغمام الذي حجبه عن أعين الرسل عند صعود ه الى السماء (أعمال الرسل 1: 9-11). ويبدو ان يسوع يشير هنا الى نبوءة دانيال (8: 13: -14). وتبرز هذه الآية حقيقة نصرة يسوع المسيح المتألم الذي يدخل في النهاية الى مجده. ويُعلِّق القديس أوغسطينوس ” انه يأتي الآن في كنيسته كما في الغمام، أما فيما بعد فيتحقق مجيئه بسلطان أعظم وجلال إذ يظهر لقديسيه بقوة ليهبهم فضيلة عظيمة حتى يغلبوا ذلك الاضطهاد المريع. كما سيأتي بجسده… الذي صعد به”. إن يسوع سوف يعود كي يُقيم حكمه، حكم السلام والبرّ. هل لدينا رجاء في الربّ يسوع وفي وعده بالعودة ثانية كي يقيم حكمه على كلّ ما قد صنع؟

28 “وإِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور، فانتَصِبوا قائمين وَارفَعوا رُؤُوسَكُم لِأَنَّ اِفتِداءَكم يَقتَرِب”

تشير عبارة “إِذا أَخذَت تَحدُثُ هذِه الأُمور” الى صورة الاضطهادات القادمة والكوارث الطبيعية، وهي صورة مظلمة وكئيبة، لكنها في النهاية ستكون سببا لا للقلق والاضطراب بل للفرح. فعندما يرى المؤمنون هذه الاحداث يعلمون ان المجيء الثاني للمسيح وشيك ويتطلَّعون نحو العدل والسلام. وعليه فبدلا من ان يرتعب المؤمنون مما يحدث في العالم ينبغي عليهم أن ينتظروا مجيئه بكل ثقة ورجاء؛ أما عبارة ” انتَصِبوا ” فتشير الى معنى اثبتوا بفخر وفرح واعتزاز، فالمسيح سيتمجَّد ويتمجد المؤمنون معه؛ اما عبارة “ارفَعوا رُؤُوسَكُم ” فتشير الى رفع العقول نحو السماويات، وانتظار مجيئه، لأن النجــــاة تقتربُ على المستوى الأبدي. يأتي ربُّ المجد لنجاتنا، ليس فقط على مستوى خـــــلاص النفس، وإنمـــا على مستوى قيامة الجسد أيضًا، حيث يتمجد الإنسان بكليته. وتشير العبارة أيضا الى اختيار الله لتلاميذه، مع انه لم يكن لهم وجود في أعين الناس (1قورنتس 1: 26)، بل في نظر الله كما جاء في تعليم بولس الرسول “بِفَضْلِه أَنتُم قائمونَ في المسيحِ يسوعَ الَّذي صارَ لَنا حِكمَةً مِن لَدُنِ الله وبِرّاً وقَداسةً وفِداءً “(1 قورنتس 1: 30)؛ اما عبارة “افتداء” فتشير الى رجاء من خلال الضيق والاضطهاد، وهذه اللفظة لا ترد في الاناجيل الاّ في هذا النص، لكنها من المفردات التي ردَّدها القديس بولس الرسول مراراً في رسائله (1 قورنتس 1: 30، ورومة 3: 24 و8: 23 وقولسي 1: 14). وكلمة افتداء هي لفظة تقليدية في العهد القديم للدلالة على خلاص شعب الله (مزمور 111: 9)؛ وقد استعملها لوقا عدة مرات إمّا للدلالة على خلاص شعب الله (لوقا 1: 68) او لفداء الابكار (لوقا 2: 38) او لافتداء إسرائيل (لوقا 24: 21)؛ أمَّا عبارة “إنّ افتداءكم يقترب” فتشير الى الظهور المهيب للربّ في نهاية الأزمنة للخلاص والتحرير الحاسم للبشر، وبالتالي، فإنّ نهاية العالم، بالنسبة للمسيحيّين، هو لحظة الإلقاء الشخصي بالربّ الممجّد، وهو العمل الّذي يختتم تاريخ خلاص البشر.

34 “فاحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ”

تشير عبارة “احذروا” الى معنى انظروا حولكم من كل جانب، بعين دائمة السهر لحراسة أنفسكم، ان يسوع يحذرنا من السكر والقصوف وشهوات العالم (رومة 13: 13) التي تخدّر القلب وتُنسينا يوم مجيء الرب فنتغافل عنه من ناحية، ومن ناحية أخرى يحثُّ يسوع تلاميذه على السهر والتنبّه الدائم الى علامات الملكوت في حياتهم وفي التاريخ حتى لا يؤخذوا بتلك الدينونة وإنما يمكنهم الوقوف لدى ابن الانسان عند مجيئه. ويُعلق القديس باسيليوس ” يوجد حولكم غنى وفنون وكل مباهج الحياة، يلزمكم أَلاّ تهتموا إلاَّ بنفوسكم اهتمامًا خاصًا “؛ امــــا عبــــــارة “السُّكْر” فتشير الـــــى معنى شرب الخمر الذي يفقد الإنسان سيطرته على ذاته، فلا تعود إرادته تتحكّم في حياته، والإنسان الّذي لا يتحكّم بذاته يكون ضعيفاً وفريسة للشر، لأنه حياته فاقدة الإرادة وفاقدة الوجهة الصحيحة. فالسكِّير يُشبه مركباً دون دفّة قيادة؛ اما عبارة “القُصوفُ” فتشير الى الشرب والاكل واللهو؛ وامـــــا عبـــــارة ” هُمومُ الحَياةِ الدُّنيا ” فتشير الى معنى تبديد الحياة في ألف شيء صغير، لا معنى له؛ فنُصبح عبيداً للأشياء، ولا نبقى أسياد أنفسنا بعد ذلك، بل تكون الأشياء هي أسيادنا. حِينَ يَقولُ النَّاس: سَلامٌ وأَمان، يأخُذُهمُ الهَلاكُ بَغتَةً كما يأخُذُ المَخاضُ الحامِلَ بَغتَةً، فلا يَستَطيعونَ النَّجاة. اما عبارة “فَيُباغِتَكم ” فتذكّر بكلمات بولس الرسول” أَمَّا أَنتُم، أَيُّها الإِخوَة، فلَستُم في الظُّلُماتِ حتَّى يُفاجِئَكم ذلِك اليَومُ مُفاجَأةَ السَّارِق، لأَنَّكم جَميعًا أَبناءُ النُّورِ وأَبناءُ النَّهار. لَسْنا نَحنُ مِنَ اللَّيلِ ولا مِنَ الظُّلُمات” ((1 تسالونيقي 5: 3)؛ أما عبارة “ذلِكَ اليَومُ” فتشير الى مجيء يوم الرب، يوم الدينونة وتدشين الملكوت. فالرب يسوع لا يريدنا أن نعرف الأزمنة وننشغل بحساباتها، بل بالحري أن نسهر بقلوبنا، مترقبين بالحياة الجادة مجيئه ليملك أبديًا.

35 “كأَنَّه الفَخّ، لِأَنَّهُ يُطبِقُ على جَميعِ مَن يَسْكُنونَ وَجهَ الأَرضِ كُلِّها”

تشير عبارة “جَميعِ مَن يَسْكُنونَ وَجهَ الأَرضِ” الى البشرية كلها وليس فقط الى الشعب اليهودي كما كان الأمر في دمار أورشليم عام 70م.

36 “فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هذه الأُمورِ التي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان”

تشير عبارة “اسهَروا” الى دعوة يسوع الى السهر والصلاة انتظارا للأحداث الآخرة (1 تسالونيقي 5: 3). وهذا السهر يمّيز المسيحي الذي ينتظر عودة الربّ (مرقس 13: 33-37). ويربط بولس الرسول بين فكرة الرقاد في الليل، رمز مُلك الشر، وفكرة السهر، رمز الانتظار (1 تسالونيقي 5: 3-6). أما عبارة “مُواظِبينَ على الصَّلاة فتشير الى تركيز لوقا على المداومة على الصلاة بثبات استعدادا لمجيء يسوع في نهاية العالم ويستعين بعبارات امتاز بها بولس الرسول وهي “المداومة على الصلاة” (2 تسالونيقي 1: 11، وفيلبي1: 4 ورومة 1/ 10). أما عبارة” اِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان” فتشير الى تحمّل محنة ودينونة المسيح.

ثانياً: تطبيقات النص الإنجيلي (لوقا الإنجيلي 21: 25-28، 34-36)

بعد دراسة وقائع النص الإنجيلي (لوقا 21: 25-28، 34-36) نستنتج ان النص يتمحور حول الانتظار لمجيء المسيح بالصلاة، فمجيئه هو حلول النور والحب والرحمة والحياة والدينونة. ولا شك ان مجيء المسيح في الزمن قبل ألفي سنة دلالة على مجيئه الثاني في آخر الازمنة. لذا ينصحنا يسوع بقوله: “فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة، لكي توجَدوا أَهْلاً لِلنَّجاةِ مِن جَميعِ هذه الأُمورِ التي ستَحدُث، ولِلثَّباتِ لَدى ابنِ الإِنْسان”. (لوقا 21: 36). ومن هنا نتساءل: كيف علينا ان نصلي لكي ننجو يوم مجيء المسيح في نهاية العالم ونثبت لديه؟ نجد في الكتاب المقدس تعليمات واضحة في كيفية الصلاة بروح الانجيل، وهي: صلاة موجّهة لله ألآب، باسم يسوع وبروح القدس بمفعمة بالثقة والايمان والثبات والشكر والمداومة على الليتورجيا المقدسة

1) صلاة موجّة لله الآب
يطلب منا يسوع ان نرفع صلاتنا الى الآب. فقد علمنا في الصلاة الربانية (لوقا 11: 2-4) التي تعتبر قلب تعليمه ان نوجّه صلاتنا إلى الله بصفته أب “أبانا”. وقد عرّف القديس يوحنا الدمشقي “الصلاة هي رفع العقل والقلب إلى الله”، بل كما قال البابا فرنسيس “الصلاة هي وقفة حقّ أمام النفس وأمام الله. نقابل خلالها وجهنا الحقيقي، الذي يعرفه الله، ونتحدث في شأنه مع الله تماماً كالابن مع أبيه”. فإننا بالإيمان أصبحنا ابناء الله كما صرّح يسوع المسيح “جاءَ إِلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه. أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله”(يوحنا 1: 11-12). وهذا الابتهال هو فعل إيمان، وهبة ذات، من شانه إدخالنا في نطاق المحبة. فنطلب الله ومشيئته قبل كل طلب، نهتم باسمه تعالى وبملكوته وبتحقيق إرادته (متى 9: 38). ويندر بولس الرسول أن يتّجه في صلاته إلى يسوع (أفسس 5: 19). وهذه هي الصلاة الحقيقية، الانتقال من الرغبة في عطايا الله إلى الرغبة في أن يهب الله ذاته. فهكذا نرى المرأة السامرية قد انتقلت رغبتها من طلب ماء البئر نحو الرغبة في الماء الحي أي عطاء الله كما جاء في حوار يسوع معها: “لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً” (بوحنا 4: 10)؛ وكذلك نرى الجمهور ينتقل من الرغبة في الطعام الفاني الى “الغذاء الباقي للحياة الأبدية” كما علّمهم: “لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة” (يوحنا6: 27). وعليه إن مركز الصلاة هو الله وليس أنفسنا، ان نعرف الله بصورة أفضل وان نميّز إرادته بصورة أفضل وان نتعلم أكثر ان نكرمه وباختصار ان نعيش في مخافته. وفي هذا الصدد قالت القديسة تريزا الأفيلية “الصلاة بالنسبة لي ليست إلا علاقة صداقة حميمية، والاختلاء مع مَن نعرف أنه يحبنا”.
2) الصلاة “باسم” المسيح

يطلب يسوع منا ان نصلي باسمه القدوس ” إِنَّ سَأَلتُمُ الآبَ شَيئاً بِاسمي أَعطاكم إِيَّاه ” (يوحنا 16: 23)، و” كُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص ” (رومة 10: 13). فالصلاة ” باسم ” المسيح تفترض قيام علاقة حقيقية معه. والصلاة في هذه الحالة لا تعني أن يقتصر الطلب على الأمور السماوية، بل أن يشاء الإنسان ما يشاء يسوع؛ ومشيئة يسوعٍ هي إنجاز رسالته. ورسالته هي أن يصبح اتحاده “بالآب أساسا لاتّحاده بالمدعوّين “فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك … لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد” (يوحنا 17: 22-24). لذا الصلاة باسم يسوع معناها أن نريد ما يريده أي أن نعمل بوصاياه، وأولى هذه الوصايا تفرض المحبة. فالمحبة إذا هي كل شيء في الصلاة شرطها ونهايتها. والآب يمنح كل شيء من أجل هذه الوحدة في المحبة. فالصلاة باسم يسوع تعني الصلاة بسلطته والطلب من الله الآب قبول صلواتنا لأننا نأتي باسم أبنه، يسوع. والصلاة باسم يسوع تعني طلب مشيئة الله، “والثِّقةُ الَّتي لَنا بِه هي أَنَّه إذا سأَلْناه شَيئًا مُوافِقًا لِمَشيئَتِه استَجابَ لَنا وإِذا كُنَّا نَعلَمُ أَنَّه يَستَجيبُ لَنا في كُلِّ شَيءٍ نَسأَلُه إِيَّاه فنَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا ننالُ كُلَّ شَيءٍ نَسأَلُه إِيَّاه ” (1 يوحنا 14:5 – 15). وأخيراً الصلاة باسم يسوع هي طلب أشياء تُمجِّد الرب يسوع.

3) الصلاة بحسب روح الابن

يطلب يسوع منا ان نصلي بروحه القدوس. يُبيّن لنا بولس الرسول دور الروح في الصلاة التي توحِّدنا بالثالوث الأقدس. فيرفع بولس صلواته بالمسيح إلى الآب. “اشكُروا اللهَ الآبَ كُلَّ حينٍ على كُلِّ شَيءٍ بِاسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح” (أفسس 5:20). فأسوة بيسوع، نقول “يا أبتا”، إذ “أَنَّ اللهَ أَرسَلَ رُوحَ ابنِه إِلى قُلوبِنا، الرُّوحَ الَّذي يُنادي: “أَبَّا، يا أَبتِ” (غلاطية 4: 6). إذ ان روح التبني يجعلنا أن نصلي بروح الابن كما جاء في تعليم بولس الرسول “لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!” (رومة 8: 15). وهذا ما نفعله جميعنا لدى مشاركتنا في صلاة ليتورجيا الكنيسة كالقداس والاسرار المقدسة وصلوات ليتورجيا ساعات الفرض الإلهي. ومن هنا نستنتج ان الصلاة ليست قبل كل شيء عملا من أعمالنا، نتّجه بها نحو الله، بل إنَّها عمل الله نحونا فهو الذي يصلي فينا من خلال الروح القدس. ولذلك يحثنا يهوذا الرسول على الصلاة بالروح “صَلُّوا بِالرُّوحِ القُدُس، واحفَظوا أَنفُسَكم في مَحَبَّةِ الله وانتَظِروا رَحمَةَ رَبِّنا يسوعَ المسيح مِن أَجْلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّة” (يهوذا 20-21).

4) الصلاة بثقة

يطلب يسوع منا أن نصلي بثقة. إن الروح الذي يصلي فينا يضفي على صلاتنا الثقة “فلْنتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلى عَرْشِ النِّعمَة لِنَنالَ رَحمَةً ونَلْقى حُظْوَةً لِيَأَتِيَنا الغَوثُ في حِينِه” (عبرانيين 4: 14-16). والثقة بالعبرية “بطح” בטח كما جاء في صلاة صاحب المزامير ” إِلهي عَليكَ تَوَكَّلتُ فلا أَخز ولا يَشمَتْ بي أَعْدائي”(مزمور 25: 2). وهذه الثقة باللّه تتراوح بين التوسل ورفع الشكر. يشكر المرء قبل أن يستجاب كما صلى يسوع لدى إحياء لعازر ” شُكراً لَكَ، يا أَبَتِ على أَنَّكَ استَجَبتَ لي” (يوحنا 11: 41). والثقة نابعة من الروح المحبة الذي قد أفيض علينا “لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا” (رومة 5: 5) ومع ذلك نطلب الروح كما طلب منا السيد المسيح” فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه ” (لوقا 11: 13). وهذا الروح هو أصل الصلاة وغايتها؛ ولذا عندما نصلي نثق في أننا نُستجاب، والا فنحن نصلي “كما يصلى الوثنيون”.

5) الصلاة بإيمان

يطلب منا يسوع ان نصلي بإيمان. الإيمان ليس شرطاً للصلاة فحسب انما هو نتيجتها ومفعولها كما يبدو واضحا من إيمان عامل الملك بالمسيح في شفاء ابنه المريض (يوحنا 4: 50 و53) وإيمان مرتا ومريم بالمسيح في احياء أخيهم لعازر (يوحنا 11: 25-27 و45). فعلينا ان نصلي ونحن على يقين من استجابة الصلاة. وهذا التيقّن هو منبع الصلاة وشرطها كما جاء في حوار يسوع مع يائيرس، رَئيسِ المَجمَعِ بقوله: “لا تَخَفْ، آمِنْ فحَسْب تَخلُصِ ابنَتُكَ ” (لوقا 8: 50). ويعبّر مرقس عن ذلك بصورة مباشرة تماماً: “مَن لا يَشُكُّ في قَلبِه، بل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما يَقولُه سيَحدُث، كانَ له هذا” (مرقس 11: 23). وعلينا ان نكون على يقين، لأنَّنا ندعو الله الآب “فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه “(لوقا 11: 13). وعليه لا ينبغي أن نكثر من الكلام أو نطيله عبثاً كأن الله بعيد عنا، كما كان شأن بعل الذي سخر منه إيليا (1 ملوك 18: 26-28)؛ اما الله فهو أبونا السماوي كما جاء في توصيات يسوع في الصلاة “إِذا صلَّيْتُم فلا تُكَرِّروا الكلامَ عَبَثاً مِثْلَ الوَثَنِيِّين، فهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم إِذا أَكثَروا الكلامَ يُستَجابُ لهُم. فلا تتَشَبَّهوا بِهِم، لأَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه. “(متى 6: 7-8) وفي هذا الصدد تقول القديسة الأم تريزا الكالكوتية ” ثمرة الصلاة بالإيمان الحب، وثمرة الحب الخدمة، وثمرة الخدمة السلام”.

6) الصلاة بشكر

يطلب يسوع منا ان نشكر الله بصلواتنا. تشمل الصلوات في الإنجيل بوجه عام تقديم الشكر إلى جانب الطلبات. يدعونا يسوع إلى طلب ما نحن بحاجة إليه، لكنه يطلب ان نعبر له عن شكرنا (لوقا 17: 17). لذا يوصي بولس الرسول المؤمنين بقوله “اشكُروا اللهَ الآبَ كُلَّ حينٍ على كُلِّ شَيءٍ بِاسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح” (أفسس 5: 20). ونلاحظ في صلاة الشكر عند بولس الرسول تتراوح بين التضرع والحمد”: فأَسأَلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ أَن يُقامَ الدُّعاءُ والصَّلاةُ والاِبتِهالُ والشُّكرُ (طيموتاوس 2: 1). وهو نفسه أستهل رسائله بحمد الله على تقدم المرسل إليهم، ويعرض صلواته لكي يتمِّم َالله نعمه عليهم “أَشكُرُ إِلهي كُلَّمَا ذَكَرتُكم … وإِنِّي على يَقينٍ مِن أَنَّ ذاكَ الَّذي بَدَأَ فيكم عَمَلاً صالِحًا سيَسيرُ في إِتمامِه إِلى يَوم المسيحِ يسوع” (فيلبي 1: 3-6). ويبدو أن رفع الشكر يجلب معه سائر مقومات الصلاة، لذا لا يمكننا أن نصلي إلاَّ إذا بدأنا بالشكر على هذا العطاء “فإِذا اغتَنَيتُم في كُلِّ شيَء، جُدتُم كُلَّ جُودٍ يَأتي عن يَدِنا بآياتِ الشُّكرِ لله. …فالشُّكرُ للهِ على عطائِه الَّذي لا يُوصَف” (2 قورنتس 9: 11-15). ومن هنا جاءت توصيات بوس الرسول “اشكُروا اللهَ الآبَ كُلَّ حينٍ على كُلِّ شَيءٍ بِاسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح ” (أفسس 5: 20).

7) الصلاة بغَيرِ مَلَل

طلب منا يسوع ان نواظب على الصلاة “فاسهَروا مُواظِبينَ على الصَّلاة ” (لوقا 21: 36)؛ لأننا في حاجة كلية إلى ” وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل” (لوقا 18: 1) وذلك في انتظار مجيئه في إطار الأزمنة الأخيرة (لوقا 18: 1-7). وإلا فسوف تغرقنا “جميع الأمور التي ستحدث” (لوقا 21: 36). وقد جعلتنا آلام المسيح قريبة من الدينونة في الأيام الاخيرة. ألم يقل ” ما بالُكُم نائِمين؟ قُوموا فصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبَة ” (لوقا 22: 46). فلا بدّ وأن نختبر مواظبتنا وأن نُظهر يقظة قلوبنا “فلا تَفْتُرُ هِمَّتُنا “(2 قورنتس 4: 1). فعلينا ان نتضرع إلى الله كي ينقذنا من تجربة الأزمنة الأخيرة التي يتعذّر تحملها. ويقرن بولس الألفاظ الدالّة على الصلاة، بعبارة ” دائما” (رومة 1: 10) “دون انقطاع”، أو “في كلّ حين” (أفسس 6: 18،) أو “ليل نهار” (1 تسالونيقي 3: 10)، او “المواظبة على الصلاة “. فكان جماعة الرسل يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ ” (اعمال الرسل 1: 14) متّحدِين، مُعلِنين بمواظبتِهم وبوحدتِهم أنّ الله الذي “يُسكِنُ الوحيدَ بيتًا” (مزمور 67: 7) ولا يُدخِلُ بيتَ الأبديّةِ أي بيتَه الإلهيَّ إلا هؤلاء الذين يُصَلُّون صلاةً واحدة. ويعلق القديس غريغوريوس الكبير “يجب علينا لا أن نصلي فقط بلا انقطاع باسم يسوع المسيح، ولكن نحن ملزَمون أن نعلم صلاتنا للآخرين، لكل إنسان على وجه العموم، إذ أنها لائقة ونافعة للجميع: لرجل الدين ولرجل العالم، للخادم والمخدوم، للعالِم والأُمي، للرجل والمرأة، للشيخ والطفل. نوحي إليهم جميعًا بأهمية هذه الصلاة وندربهم على الصلاة بها بغير انقطاع” كما يوصي بولس الرسول “لا تَكُفُّوا عن الصَّلاة”(1 تسالونيقي 5: 17). ‏

8) الصلاة بمراسيم الليتورجيا الطقسية

يطلب يسوع منا ان نصلي ليس بالروح فقط، بل بالجسد أيضا من خلال طقوس الكنيسة. خشوع الجسد لازم، لأن الجسد يشترك مع الروح في مشاعرها، ويعبر عنها. فخشوع الروح يعبر عنه خشوع الجسد. وتراخى الروح وعدم اهتمامها، يظهر كذلك في حركات الجسد، مثل انشغال الحواس بشيء آخر أثناء الصلاة! سواء النظر أو السمع وما إلى ذلك. فعلينا ان نشارك جسمنا في الصلاة كما كان فعل الرسل: فكانوا يرفعون الأيدي نحو السماء (1 طيموتاوس 2: 8)، وأحياناً يجثون على الركبتين (أعمال 9: 40) ويرنّمون بالمزامير (أفسس: 19، كولسي 3: 16). والاهم من ذلك ان نكون قلبا واحد على مثال الجماعة المسيحية الأولى: “كانوا يُواظِبونَ جَميعًا على الصَّلاةِ بِقَلْبٍ واحِد” (أعمال 1: 14). فعندَما نجتمعُ مع الإخوةِ ونحتفلُ بالذبيحةِ الإلهيةِ مع كاهنِ الله، يجبُ أن نتذكَّرَ واجبَ الاحتشامِ والنظام، فلا نُرسِلُ الكلامَ هنا وهناك بأصواتٍ منكَرَة. والطَّلَباتُ التي يجبُ أن نرفعَها باحتشامٍ لا نعبِّرُ عنها بالثرثرةِ والضجيج، لأنَّ الله لا يسمعُ الصوتَ بل القلب، ولا هو بحاجةٍ لأنْ يُنَبَّهَ بالضجيج. فهو يرى الأفكارَ كما قالَ الربُّ نفسُه: “لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ السُّوءَ فِي قُلُوبِكُم؟” (متى 9: 4). لتكُنْ صلاتنا وكلامُنا بنظامٍ وهدوءٍ وخشوع. لنفكِّرْ أنَّنا ماثلون أمامَ حضرةِ الله. يجبُ أن نحترمَ الحضرةَ الإلهيةَ بمظهرِ جسمِنا وطريقةِ كلامِنا. الصراخُ والضجيجُ هما عدمُ احترام، ولا يَليقان بالهيبةِ والخشوعِ في الصلاة. لأنّنا نعلمُ أنّ الله حاضرٌ، وهو يسمعُ الجميعَ ويرى الجميعَ، كما كُتِبَ: “أنَا إلهٌ قريبٌ، ولسْتُ إلهًا بعيدًا. أيَختَبِئُ إنسَانٌ في الَخَفايَا وَأنَا لا أرَاهُ؟ ألَسْتُ ماَلِئَ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ؟” (إرميا 23: 23-24).

إنّ السهر في الصلاة ضروري لأنّه لا أحد يعرف لحظة نهايته. إنّ السهر ضروري كي نظلّ دائماً في حقيقة ومحبّة الربّ يسوع المسيح. إنّ الصلاة ضروريّة كي نحصل على كلّ نعمة من الربّ، وكلّ بركة، وكلّ عطيّة سماويّة، وكلّ معونة، كي نتمكّن من السير على هدى كلمته وإنجيله وعهده. دون الصلاة لا نعمة وبدون نعمة، لا يمكننا أن نسير أبداً في الحقيقة وفي محبّة الربّ يسوع المسيح. وفي هذا الصدد يقول الأب يوحنا كرونستادت “إذا كنتَ عالِمًا أو طالبًا أو موظفًا أو ضابطًا أو باحثًا أو عاملاً، فاذكر أن أول وأهم ما يجب أن تتعلمه في الحياة يتركز في معرفتك الخلاص بالمسيح، وإيمانك بالثالوث الأقدس، وصلاتك كل يوم مع الله، ومواظبتك على الخدمات الكنسية، وترديدك اسم يسوع المسيح في قلبك لأنه قوة الله لخلاصك”.

 

 

خلاصة

ليس في الإنجيل ما يكشف أن الصلاة ضرورة، أفضل من المكانة التي تحتلها في حياة يسوع. إنه يصلّي كثيراً على الجبل (متى 14: 23)، وحده على انفراد في حوار حميم ومستمر مع الآب (لوقا 9: 18)، وصلاته كما أشار لوقا الإنجيلي كانت تتعلق خاصة برسالته؛ فقد صلى يسوع عندما اعتمد (لوقا 3: 21)، وقبل اختياره رسله الاثني عشر (لوقا 6: 12)، وعند التجلّي (لوقا 9: 29)، وعندما علّم تلاميذه “الصلاة الربانية ” (لوقا 11: 1). لقد كانت صلاته هي السر الذي اجتذب إليه أشد الناس قرباً منه (لوقا 9: 18).

والعلاقة بين صلاته ورسالته تبدو جلية واضحة أيضا في فترة الأربعين يومأ التي افتتح بها عمله في الصحراء. (متى 4: 7)، وصلى في بستان الزيتون في الجسمانية قبل اجتيازه فترة آلامه (مرقس 14: 36). ويلخص صاحب الرسالة الى العبرانيين صلاة يسوع بقوله “وهو الَّذي في أَيَّامِ حَياتِه البَشَرِيَّة رفعَ الدُّعاءَ والاِبتِهالَ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموعٍ ذَوارِف إِلى الَّذي بِوُسعِه أَن يُخَلِّصَه مِنَ المَوت، فاستُجيبَ لِتَقْواه” (عبرانيين 5: 7). وإن قيامة المسيح وهي اللحظة الأساسية لخلاص الإنسانية، هي الاستجابة لهذه الصلاة من يسوع الإله التي تستوعب كلّ الطلبات الإنسانية في تاريخ الخلاص. وفي هذا الصدد كتب أحد الفلاسفة المفكرين ” من قال لك إن الله لا يساعدنا في صلاتنا؟ ابدأ بالصلاة اليه، وسترى”. وإذا عجزت عن الصلاة، فاجعل من عدم قدرتك على الصلاة صلاةً.

لنتختم مع توصية يهوذا الرسول “أما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم المقدس وصلوا بالروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله وانتظروا رحمة ربنا يسوع المسيح من أجل الحياة الأبدية” (يهوذا 20-21)، وذلك تلبية لوصية يسوع “لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة، وكونوا مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس، حتَّى إِذا جاءَ وقَرَعَ البابَ يَفتَحونَ لَه مِن وَقتِهِم” (لوقا و12: 35-36). “الصلاة سلاح عظيم، وكنز لا يفرغ، وغنى لا يسقط ابدا، ميناء هادئ وسكون ليس فيه اضطراب” كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم.

دعاء
” أيّها الربّ يسوع، ساعدنا المواظبة على السهر في الصلاة، كي نتمكّن من أن نظلّ ثابتين حتّى النهاية، وزِدْنا إيمانا وشوقاً لعودتك ثانية في المجد، وارحمنا رغم كلّ الشر الّذي يجري في عالمنا، وهب لنا خلاصك وألقي في عالمنا سلامك. يا مريم أمّي، يا أمّ الفداء، قوِّ إرادتنا، واجعلي صلواتنا حارة بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح انتظارا في رجاء سعيد لمجيئه في العزة والجلال. آمين”.